جدد دعم المجلس للاصلاحات الحكومية.. النائب العليمي يؤكد التزام مجلس القيادة بمواجهة التحديات بروح جديدة وصف متماسك    مصر تجدد عزمها استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة    السيول تُخلف خسائر بشرية ومادية في لحج    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على أخطر عصابة تزوير وثائق وشهادات رسمية في مديرية كريتر    تعز.. لجنة الإخلاء تسعى للتهرب من مهمتها وتفتح باب تلقي الشكاوى    تكتيك جديد لفليك مدرب برشلونة.. راشفورد مهاجم صريح    رئيس مجلس القيادة يشيد بدور الفريق القانوني في تعزيز نهج الشراكة الوطنية    شبكة حقوقية توثق 5423 انتهاكا ارتكبتها مليشيا الحوثي ضد القطاع الصحي    مئات الآلاف يواصلون العودة في اليوم الثاني لوقف الحرب على غزة    78% منها في مناطق المليشيا.. تقرير يكشف تصاعدا مروعا في حالات الانتحار باليمن    وفاة وإصابة 3 أشخاص من أسرة واحدة في إب نتيجة انهيار أكوام من التراب عليهم    المهرة.. ضبط أكثر من 3000 قطعة إلكترونية تستخدم في الطائرات المسيّرة وصناعة المتفجرات    خبير طقس يتوقع أمطاراً غزيرة على عدد من المحافظات    عن التهريب: ميناء عدن.. ماذا يجري الضبط؟    شبوة.. تنفيذ حكم إعدام قبلي في مديرية نصاب    الخيال المتوحش في أمريكا حين يتحول الحلم إلى قوة بلا روح    عاجل الى القيادة الجنوبية.. أين الرواتب    التصريحات السياسية بين "الإستراتيجية والتكتيك" وخطورة تأويلها    الخطر السكاني: لماذا يهدد ضم مناطق يمنية هوية الجنوب العربي؟    غزة.. مدينة الرماد والرجاء    شكر وعرفان    مصرع 32 شخصًا في فيضانات بالمكسيك    غزة تحت ستار الوعود    تشييع جنازة الشيخ محمد يحيى حسن الورد    علاء الصاصي يهاجم قيادات اللجنة الأولمبية واتحاد رفع الأثقال    توزيع 5 أطنان من بذور الذرة لعدد 150 مزارعا في وصاب السافل    الترب:اليمن قدم نموذجا فريدا في دعم غزة وسيقدم النموذج في مستقبله    وفاة فنان شعبي يمني شهير    تحذير من توقف كلي لكهرباء عدن    الفنان أحمد الحبيشي يغادر المستشفى بعد عملية طارئة    أعيش لأن الموت تأخر    الجوع كافر والرواتب مقطوعة.. الجنوب يموت بصمت    الجزائر تعود إلى المونديال بعد 12 سنة من الغياب..    ضبط ثلاثة ألف قطة إلكترونية حساسة تستخدم في الطيران المسير بجمرك منفذ صرفت    الين الياباني يتجه لأكبر خسارة أسبوعية    رئيس تنفيذية انتقالي حضرموت يعزي في وفاة المناضل حسن عمر باجوه    باسندوة تؤكد في مجلس حقوق الإنسان على تمكين المرأة وتحذر من استمرار انتهاكات الحوثي    اليمن يستأنف مشاوراته مع صندوق النقد الدولي بعد 11 عاما من الانقطاع    قطاع الحج والعمرة يعلن بدء تطبيق اشتراطات اللياقة الطبية وفق التعليمات الصحية السعودية لموسم حج 1447ه    إندونيسيا تمنع لاعبي إسرائيل من دخول أراضيها للمشاركة في بطولة العالم    السامعي يبارك للشعب الفلسطيني انتصاره التاريخي    رقم قياسي قابل للزيادة للمنتخبات العربية المتأهلة لكأس العالم 2026    تصفيات اوروبا لكأس العالم: هولندا تعزز صدارتها بفوزها على مالطا    التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2027: سوريا تكتسح ميانمار بخماسية    منتخب اليمن يحيي أحلام التأهل لكأس آسيا 2027    مصدر حكومي يعلن البدء في صرف المرتبات المتأخرة لموظفي الدولة في القطاعين المدني والعسكري    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يشارك في ندوة علمية بعنوان "سقطرى في مواجهة الغزاة"    "دبور الجولان" يقتل جندي إسرائيلي    الرمان... الفاكهة الأغنى بالفوائد الصحية عصيره يخفض ضغط الدم... وبذوره لها خصائص مضادة للالتهابات    ما فوائد تناول المغنيسيوم وفيتامين «بي-6» معاً؟    حين أضاعوا الجنوب وراحوا ينتظرونه محملًا بأحلامهم    اليهود في القرآن...!!    إِنَّا عَلَى العَهْدِ    مرض الفشل الكلوي (22)    وادي التماثيل في جزيرة قشم.. بقايا ظواهر رسوبية وجدران طبيعية مذهلة    كاد تهرب المسؤول أن يكون كفرا    جريمة قتل جماعي قرب حقل مياه عدن.. دفن نفايات شديدة الخطورة في لحج    بدء توزيع الزكاة العينية للأسر الفقيرة في مديرية اللحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النازحون من "المناطق الحدودية" شتتهم شبح الموت وجمعتهم معاناة المخيمات( تقرير)
نشر في المشهد اليمني يوم 09 - 03 - 2016

في مخيم "المنجورة" للنازحين من المناطق الحدودية، الوجوه تشبه بعضها البعض، حزينة، هزيلة، شاحبة.. ويروي أصحابها قصصاً لا تصدق عن الجوع والحرمان والخوف على مدى أكثر من سبعة أشهر عاشوها هنا.
في ساحة المخيم المترامي الأطراف الواقع بمنطقة "بني حسن"، شمال مديرية "عبس" بمحافظة حجّة، إتكأ أبو علي (52 عاما) على فراش ملقى أرضاً، وإلى جانبه عصا خشبية، متحدثاً لنا بمرارة: " أستيقظ صباح كل يوم مع إبني ونذهب لسوق "بني حسن"علّنا نجد أي شيء نسد به جوعنا".
وأضاف الرجل الذي يرتدي الزي التهامي، ووضع على رأسه شالاً أبيض، بصوت مخنوق من شدة التأثر: "كنت أعمل في حرض وأؤمن القوت لأولادي. أما الآن.."، ويتوقف عن الكلام ليمسح عينيه اللتان احمرتا واغرورقتا بالدموع.
هرب "أبو علي" من منطقة "المزرق"، شرق مديرية حرض، والتي تتعرض بشكل شبه يومي لغارات الطيران والقصف الجوي والمدفعي المكثف، حيث أصبحت أشبه بمنطقة عسكرية مغلقة بعد أن نزح سكانها جنوباً للمديريات المجاورة بحثاً عن الأمان.
أكواخٌ صغيرة غير صالحة للسكن تعيش فيها أسرٌ بعضها تتكون من 10 أفراد يعيشون في كوخ صنعُ من أغصان الشجر وبقايا الحبال أو خيمة مهترئه، دخلنا إحداها فوجدنا فيها ثلاثة وأمهم، كان الأطفال يأكلون من قدرٍ شبه فارغ عدا بعض الأرز الأبيض في قعره، كان المكان غير ملائم لسكن البشر، إطلاقاً.
في زاوية أخرى من المخيم، تجلس أم حنان (35 عاماً) على فراش صغير في خيمة مهترئة وهي تحضن طفلتها ( 5 أعوام)، وتقول بحسرة: "تركنا منازلنا بما فيها خوفاً من القصف وإلا كنا سنتعرض للموت، على أية حال، أولادنا يموتون هنا أيضاً من الجوع والبرد".
وكانت "أم حنان"، وهي أم لطفلين، تقيم في بلدة "ميدي" الساحلية غربي "حرض" مع زوجها الذي كان يعمل صياداً ويجلب لهم كل يوم السمك الطازج والخضروات والفواكة حيث كانوا في نعيم حد قولها.
ويروي "سالم"، القادم من مدينة حرض، وهو يهز رأسه بأسى قائلا: "بعنا كل مانملك حتى نقتات هنا"، لم يتبق لدينا أي شي، لذا أعمل كل يوم في جمع الحطب وتقطيعه وبيعه كي أوفر قيمة وجبة لأسرتي التي تتكون من 5 أفراد.
ويتحدث "صالح" الذي كان يعمل صيدلانياً في مدينة "حرض" عن أمراض عدة إنتشرت في المخيم أهمها الملاريا وسوء التغذية والجرب والإسهالات مناشداً الجهات الصحية والمنظمات إلى الإلتفات لهم والنظر لأوضاعهم المأساوية.
وحذرت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية، الأسبوع الماضي، من أن "الوضع الصحي في اليمن وظروف الحياة عموماً قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء".
ويقول مصطفى (50عاماً) الذي بدا جسده نحيلاً جداً تحت ثوبه الأبيض، إنه فقد نحو 20 كيلوغراماً من وزنه خلال 7 أشهر قضاها في هذا المخيم.
ويضيف الرجل الذي كان يعمل جزاراً ويبيع اللحم في سوق مدينة حرض متحسراً: "بعد أن كنت قادراً على تعليق خروف يزن 50 كيلوجراماً بمفردي، لم أعد أقوى على حمل أي شيء".
من جهته يقول "أبو أحمد"، "نعيش في هذا المخيم أوضاعاً صعبةً جداًمنذ نحو 7 أشهر، "لم نتلقّ مساعدات لا من المنظمات الإنسانية ولا من الحكومة، الا كيس قمح ودبة زيت كل شهرين، أغلبنا نازحون منذ الحرب السادسة في صعدة وكنا في مخيم المزرق بحرض، بعد قصف المخيم وموت العشرات هربنا لهذا المكان، هربنا خوفاً من الموت وهانحن نواجه مع أطفالنا موتاً من نوع آخر.. وهو الجوع".
بالإضافة إلى الجوع والمرض، خسر عدد كبير من سكان مدينتي حرض وميدي منازلهم وممتلكاتهم. فقد أدى القصف المستمر والمعارك المحتدمة هناك إلى تدمير الكثير من المنازل والفنادق والمحلات التجارية، كما اضطر السكان إلى ترك كل ما يملكونه لدى مغادرة منازلهم التي تعرضت إلى النهب والسرقة.
ويتحسر "الحاج أبو ناصر" الذي كان يعيل 20 فرداً على ما وصل إليه: "كانت حالتي المادية ممتازة، لكنني الآن لم أعد أملك شيئاً، تهدم منزلي ومحلي وتبخّر كل ما جنيته في حياتي".
ويضيف هذا الستيني الذي كان يملك متجراً لبيع مواد البناء والسباكة في سوق المزرق على خط حرض- صعدة قائلاً: "ضاع مني كل شي، ضاع جهد العمر والسنين، لم أحمل معي سوى الوثائق العائلية".
في الوقت الحالي، لا يفكر النازحون من جحيم الحرب في المناطق الحدودية كثيراً بالمستقبل، وتقول "أم حنان": "كل ما يهمنا حالياً هو الحصول على هذا"، مشيرة بيدها إلى كيس من الخبز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.