إزدادت معاناة النازحين من المناطق الحدودية بمحافظة حجة شمال غرب البلاد مع موسم الأمطار في تهامة، حيث أن أكثر من 80٪ من النازحين يعيشون في بيوت من القش أو خيم والبعض الآخر في العراء وتحت الأشجار. معظم سكان المناطق الحدودية في مديريتي حرض وميدي الحدويتان، نزحوا إلى مناطق أكثر أمناً في محافظتي حجة والحديدة بعد إشتداد القصف المدفعي والصاروخي اليومي الذي طال منازلهم وقراهم وخلف العديد من القتلى والجرحى ودمر مئات المنازل والمزارع والمحلات التجارية. يعيش النازحون حالياً أوضاعاً مأساوية مع فصل الخريف فالأمطار والرياح دمرت معظم أكواخهم وخيمهم المهترئه التي لاتقيمهم حر الصيف وبرد الشتاء، والسيول دمرت البقيه، حيث دخلت المياه إلى الأكواخ التي يسكنونها. الوضع يهدد بكارثة بيئية وصحية بسبب إنتشار البعوض بكثرة بعد تكوّن المستنقعات وانتشار أمراض خطيرة كالملاريا والبلهارسيا مما يهدد حياة الآف الأطفال ناهيك عن سوء التغذية بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء. أطفال ونساء يعيشون أوضاعاً صعبة ومأساوية، حيث يسكنون في العراء بلا مأوى، تهدد حياتهم الثعابين والعقارب والحشرات السامة، حيث يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. فر النازحون خوفاً من الموت السريع بالطائرات وقذائف المدفعية فوجدوا أنفسهم في أماكن يسكنها الموت البطيئ، يبحثون عن أبسط المقومات الأساسية للحياة في ظل غياب دور الجهات الرسمية المتخصصة بهم وكذا إهمال وتلاعب الكثير من منظمات المجتمع الإنساني الدولية والمحلية. أكثر من 64 ألف نازح من المناطق الحدودية لم تقدم لهم أي خدمات إيوائية أو غذائية، فهم يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة، ورغم كل ذلك لم تتجاوب سوى بعض المنظمات المحلية والأجنبية وكل ماقدمته لايمثل حتى 10% من إحتياجات النازحين. رغم هذه القصص الإنسانية المؤلمة والمعاناة الكبيرة لنازحي المناطق الحدودية، والمناشدات العديدة التي وجهوها عبر "المشهد اليمني" للحكومة والمنظمات الإغاثية إلا أنها لم تحرك ضمائر السلطة المحلية وجهات الاختصاص فالنازحون يعانون من مشاكل حقيقية قد تؤدي إلى كارثة إنسانية.