يعيش النازحون من المناطق الحدودية أوضاعا صعبة ومأساوية، فسكان مديريتي حرض وميدي نزحوا بأكملهم خوفاً من جحيم الحرب بعد أن فقدت بعض الأسر أبنائها ودمرت منازلهم وممتلكاتهم. قصف مدفعي وجوي يومي على المناطق الحدودية بمحافظة حجة أجبرهم على ترك منازلهم والنزوح صوب البراري والقفار علهم يجدون فيها مايهدأ روعهم من جحيم الحرب. البعض منهم لجأ الى أقاربة أو أصدقائة في المديريات المجاورة والبعض منهم أجبرته الظروف على العيش تحت ظلال الأشجار، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء،أو في أكواخ من القش بنيت على عجل علهم يجدون فيها بعض الأمان. أطفال حرموا من الدراسة، وصغار لم يستطع أبائهم تطعيمهم نظراً للظروف المعيشية الصعبة وصعوبة الانتقال للمراكز الصحية لعدم توفر وسائل المواصلات. أوضاع مأساوية يعيشها النازحون، فالبعض لايستطيع توفير قوت يومه بسبب البطالة، أطفال أصيبوا بسوء التغذية بسبب الجوع، وانتشرت بينهم أمراض معدية كالاسهال والملاريا والطفح الجلدي بسبب عدم توفر مياة صالحة للشرب ومكان مناسب للعيش، وغياب تام للمنظمات الإنسانية. رغم الألم الذي يعتصرهم، يظل الأمل يراودهم بالعودة إلى منازلهم بعد أن تضع الحرب أوزارها في وقت عساه أن يكون قريباً.