لإن ميليشيا الحوثي جاءت بنظام موازي للدولة مع الوهلة الأولى لاقتحام العاصمة والمحافظات وفرضت مسؤولين أمنيين وعسكريين ومدنيين في مختلف القطاعات الحكومية موازيين لمسؤولي الدولة الرسميين كان ذلك انقلابا مكتمل الأركان بنظر العالم أجمع لان القانون يصبح في غياهب الجب حين تتداخل المسؤوليات وتتبعثر المهام ويصبح الجسم بعدة رؤوس تتناطح فيما بينها لفرض ارادتها ومشروعها. اختطاف الصحفي فتحي بن لزرق في العاصمة المؤقتة عدن عنوان بارز ورئيسي لرؤوس عدة لجسد هذه المدينة المنهكة والضاربة بحضارتها العظيمة في جذور التاريخ ولإن لحملة العصا (القوى الأمنية) رؤوس عديدة لا ندري من نخاطب اليوم للإفراج عنه وإيقاف هذا العبث المجنون الذي وصل حد اختطاف أبرز صحفي بالمحافظة لإن قلمه لم يتوقف عن نشر ما يفترض بحملة القلم نشره في مواجهة الفساد والافساد والانتصار للمواطن وقيم العدل والحرية والكرامة والمساواة..
ثم ان المتمعن جيدا والمتابع الحصيف للصحفي بن بزرق سيلاحظ بما لا يدع مجالا للشك ان الرجل كان ولا يزال منتصرا للمواطن بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة والارتهان لقوى بعينها خيرا وشرا ولحظة اختطافه شاهدة على ذلك حيث كان يقف الى جوار مواطن دهست سيارته عربة عسكرية عنوة ولم تكتفي بذلك بل ارادت اعتقال المواطن لأنه ابدى امتعاضه الشديد واسفه الملحوظ على خراب سيارته ومصدر رزقه نتيجة لعنجهية قائد عربة عسكرية أراد ان يقفز فوق السيارات مستعجلا الوصول مبكرا لسوق القات للحصول على ما يشفي غليله ويوقف هيجانه وجنونه..
وانا هنا أصر على تسمية اعتقاله التعسفي بالاختطاف لأنه قانونا ودستورا كذلك فالأصل ان النيابة هي من توجه السلطات الأمنية بالقبض على أي مواطن تحت حجج وادلة دامغة واضحة وبناء على شكاوي واضحة ثم ان مثل هذه الحادثة ستزيد الطين بلة وتفقد المواطن ثقته بهذه الأجهزة الأمنية فالسلطات التي تعتقل صحفي معروف دون عتمه وبكل هذه الوقاحة كيف لها ان تفعل مع المواطن المسكين؟؟
توحيد الأجهزة الأمنية بغرفة عمليات مشتركة رغبة جماهيرية جامعة لطالما نادى بها العقلاء والشرفاء العارفين ببواطن الأمور والمدركين لكارثية العمل الميليشياوي الذي فتح الباب على مصراعيه فوق رؤوس الحوثيين لأنهم أرادوا استبدال الدولة بالميليشيا وهو ما تسعى اليه وللأسف بعض القوى في عدن غير مدركين لتبعات ذلك على المستوى الدولي وعلى المستوى المحلي أيضا ولإن الامر كذلك وجدنا ترحيبا شعبيا كبيرا بدعوة وزير الداخلية الميسري لتوحيد عمل الأجهزة الأمنية لحماية المواطن أولا والدولة ثانيا فتوحيد الجهاز الأمني سيجعلنا نعرف اين نذهب والى أي جهاز نتجه للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين والدفاع عنهم ودحض التهم التي تحاول النيل منهم..
أفرجوا عن فتحي حتى لا تفتح عليكم أبواب الجحيم وتكون عملية اختطافه القشة التي تقسم ظهر بعيركم والفوهة التي يخرج منها بركان رحيلكم إني لكم من الناصحين...