غموض يكتنف راهن اليوم وتضيع في ثنايا دهاليزه ومنعطفاته الغير واضحة المعالم الكثير والكثير مما نظن انها ( مشكاة ) ضوء وامل تقودنا نحو حلم آمن نصبو من خلالها الى افق اكثر اتساعا وقبولا بالراي والنقد ووجهات النظر المختلفة ،، فهاهو للاسبوع الثاني على التوالي وبامتياز تخفي السلطات المحلية والعسكرية والامنية الزميل الصحفي عوض كشميم وترفض التصريح بمكان اختطافه واخفاءه قسرا، ان كنا نحسن النية ونقول ان مقاليد الامور بيدها وانها فعلا من تدير شيئؤن المحافظة،، نحن لنا ظاهر الامور ونتعامل وفق ذلك . سلطات حضرموت بما فيها محافظها وقائدها العسكري لم ينصاعا للمطالبات المحلية والدولية بشان الاعلان عن مكان اخفاء الصحفي كشميم والافراج عنه باعتبار انه لايوجد مسوغ قانوني لاختطافه واخفاءه كل هذا الفترة ،، وعوض كشميم معروف للقاضي والداني في حضرموت وخارجها بانه قلم حر وصاحب رأي وموقف بغض النظر اتفقنا معه او اختلفنا ، ولم نسمع قط من خلال معرفتنا الطويلة بان عوض كشميم بلطجي او فاسد او من اصحاب القاعدة او انه يشكل خطرا على الامن القومي او السلم الاجتماعي ولذلك فان جهره بما يرى انه صوابا لا يعطي تلك الاجهزة والسلطات اي وجه حق فيما اقدمت عليه بهذه الطريقة الفجة والتي تتنافى كليا وابسط القيم الانسانية والمباديء الحقوقية والطرق القانونية التي تتشدق تلك السلطات ليل ونهار بها وانها حاميتها وحصنها المنيع،، وانها تعمل على ترسيخ دعائم الديمقراطية والدولة المدنية ( ويمكن الرجوع الى تصريحات وخطب تلك القيادات، وما اكثرها ). وبالمقابل وقبل ان نفوق من صدمة التهور التي اقدمت عليها سلطات حضرموت باختطاف الصحفي عوض كشميم،، تفاجانا بضربة اخرى من سلطات مشابهة في عدن باستدعاء الزميل الصحفي فتحي بن لزرق الذي عرف خلال رحلته المهنية بقلمه اللاذع واراءه الواضحة ومواقفه التي تنحاز عاده للبسطاء وقضايا الوطن،، وليس بالضرورة ان نتفق كليا معها،،، لكنه في الاخير مثل زميله عوض كشميم صحفيان واصحاب قلم موقف،، وهما صحفيان وليسا قاده سياسيان ومن حقهما التعبير عن اوجاع الوطن والناس بمايريان انه صوابا ويكشف الاقنعة واوجه الفساد،، وبالتالي فان التضييق عليهما او غيرهما من اصحاب الراي والكلمة امر في غاية الخطورة ويشكل تهديدا صريحا للديمقراطية وحرية الراي والتعبير وواجبات الصحافة،، ويقودنا الى مانخشى حتى التفكير في وقوعه وهو العودة الى محاكم التفتيش وجرجرة الصحفيين والكتاب الى دهاليز المخابرات السرية،، وهي هواجس كنا نظن بان الزمن قد تجاوزها وعفى عليها من حيث ان القيادات الحالية في اجهزة السلطات المختلفة في المحافظات المحررة هي من تقول انها المدافع عن تلك القيم والمباديء ،،وما يثير الغرابة والاندهاش انه مثلما تم اختطاف كشميم مع انه كان ممكن استدعاءه بمكالمة تلفون،، فان واقعة استدعاء فتحي بن لزرق تثير الريبة والشكوك لاسيما ونحن نعلم ان اجهزة البحث شبة معطلة وان هناك الاف القضايا التي لم يحرك فيها البحث ساكنا حتى اعتقد الناس انه قد مات موتة اهل الكهف ودفن،، لكنه انبرى للاهتمام والاستعجال في استدعاء بن لزرق الذي يبدو انه اصبح الشغل الشاغل والقضية المحورية لكثير من اجهزة وارباب السلطات المتنوعة. لسنا ضد القانون بالعكس نحن من يدفع حياته ثمنا لانفاذ القانون،،، وان كان هناك من شيء يستوجب مساءلة او استدعاء عوض كشميم او فتحي بن لزرق او غيرهما من الصحفيين فينبغي ان يكون وفقا وقانون الصحافة والمطبوعات لكن ان يتم بهذه الطرق وهذه السلوكيات فان ذاك لا يصيب القيم والمباديء التي سالت في سبيلها انهرا من الدم فحسب ولكنه ايضا يلقي بظلال قاتمة على واقع معتم ومستقبل اكثر سوادا .