اختارت العمل الانساني ،وتنازلت عن اضواء الاعلام، ربطت سعادتها بمدى قدرتها بإسعاد الفقراء والمساكين ،تماهت في العمل الخيري ،بحس انساني عالي ومشاعر مرهفة جدا ،حتى نالت الكثير من الاعجاب والتقدير والثقة الاحترام ؛بسبب احساس الناس بمدى مصداقيتها ونزاهتها ،واختيارها العمل الانساني الخيري ،نظرا لقيم واخلاقيات متأصلة ومتجذرة داخلها، من حب العطاء ،والرأفة والاحسان للمحتاجين والمساكين ،وتقديرا للظرف الانساني الصعب الذي مرت به اغلب الاسر ،بسبب الحرب والأزمة . الفت... ابتعدت عن السياسة ،واعتكفت في محراب العمل الانساني ،بكل ضمير واخلاق ومسؤولية ،حتى أصبح كل تفكيرها كيف تشبع اسرة جائعة ،وكيف تسعد أسرة بائسة. شكلت فريقا للعمل الانساني وعملت على رئاسة هذا الفريق ، واستمرت بالعطاء وتحمل المشاق بكل دأب وصبر وتحمل ،لم تضع يوما بحسابها ولم يخطر ببالها بأنها يوما سوف تواجه تهديدا، ورسائل مباشرة او غير مباشرة لإيقافها عن هذا العمل الخيري والانساني ،كانت مفاجئتها كبيرة وحيرتها شديدة ،حين تم اطلاق النار على سياراتها ...ماذا لو كانت بداخلها؟!! ماذا يقصد من عمل هكذا ؟؟!! ماهي الرسالة المراد توجيهها ؟!. إن القلب الرقيق والعقل الراقي الذي تحملهما الفت المقطري ،قد وقفا بعجز والم وحيرة في تفسير هذا الحادث ،لأنها يوما لم تضمر الا الخير ،ولم تعمل غير العمل الخيري والانساني .. نحن كمجتمع واجبنا هو الالتفاف حول هذه النماذج المشرقة ،وتشجيعهم والوقوف الى جانبهم ،نحتاج الى تقديس القيم والمبادرين بالاعمال الخيرية والانسانية ،ملتزمين بالقيم ونماذج للمسؤولية والمثالية ،وليس للادعاء والمتاجرة . صديقتي الفت ..اهنئك على روحك واخلاقك وتميزك ،واعلن كالكثيرين غيري التضامن الكامل معك ..وأسأل الله أن يحفظك فهو خيرا حافظا.