1- باجعران هو حشرة من فصيلة الخنافس، ذو حجم صغير لونه أسود قبيح المنظر، أعماله غير شريفة.. يتغذى جزئيا أو حصراً على الروث والبراز... ومعروف بهذا الأسم في محافظاتأبين وشبوة وحضرموت، ولا ادري هل أبناء محافظاتعدن ولحج والمهرة يستخدمون نفس الاسم او اسم آخر.. ويظهر باجعران في ايام المواسم الممطرة.. وحين يظهر يختار منطقة مأهولة بالحركة والفضلات المتنوعة.. وأحبها إليه ذات الرائحة (الباريسية)، ليقوم على الفور بحفر حفرة عميقة لتكون بيت له ليحتمي فيه في المستقبل من جفاف قادم الايام، وتبدل الأحوال، حيث يرتب وضعية البيت وتصميمه جيداً، في بقعة ليست رخوة أو صلبة تعكس تجربته في الحياة.. وبعد إتمام إنجاز اللمسات الاخيرة على البيت من الداخل الذي سيعيش فيه للتزاوج ووضع البيض، يخرج من البيت ويذهب بإتجاه (الوليمة) وما أدراك من الوليمة، ليعمل على تجزئة الوليمة على شكل قطع أو كرات ذات حجم صغير اصغر من حجم بيضة الدجاجة، ثم يبدأ المعركة الفاصلة في دحرجة كل كرة على حدة إلى داخل البيت، بواسطة رجليه الخلفيتين رافعاً مؤخرته حتى يمتلئ البيت، وبعد ذلك يقوم بنفس الهمة والحرفية والعمل على إهالة التراب بطريقة فنية ويدفن نفسه مع (رزقه) حتى يختفي تحت الأرض، ثم يجلس خلال موسم الشتاء (يقرط) مخزونة الثمين، بدون منافسة بعد ما جمع في البيت ما يكفيه من المونة من عرق جبينه، ليقتات عليه ويحفظ بيضة الى أن يفقس داخل البيت، ولا من شاف ولا من دري، لحين يأتي الموسم الجديد، ويخرج مع أولاده الصغار لممارسة نفس المهمة في تحدي لمن ينافسه وأولاده، والبحث عن منطقة جديدة أخرى لتكون ملاذاً لحياة جديدة للأولاد والأحفاد من فصيلة باجعران، مكتضة بالحفر والجعارين والمؤن ويصعب المشاركة من فصائل أخرى من الحشرات.
2- كما يبدو ان لدينا نحن الجنوبيين بعض من القيادات القديمة والجديدة تعمل على طريقة باجعران، وتحاول دفن كل حدث على حده، وتخزن المحصول تحت الأرض وفوق الأرض، والعمل الآن يجري على قدم وساق، ورائحة تلك الأعمال تزكم الانوف، بهدف تغيير معالم تلك الحقائق على الارض، من خلال إعادة تصنيعها وتعليبها وتدويرها إعلامياً، لتتناسب مع المرحلة الراهنة بما يخدم مصلحة من تورطوا في الموافقة على ظهور العميد طارق محمد صالح عفاش في بير أحمد، والذي خاطب عدن والجنوبيين وقال للمغفلين: ها نحن عدنا ايها اللواء علي ناصر هادي، وهذه مقدمة قواتي موجودة في عدن، وما خفي كان اعظم.
3- إذن نحن أمام فيلم جنوبي، كتب قصته مؤلف سبق وخطط لإحداث الفيلم بحنكة فائقة، وأُختير مخرج متمرس يبلور فكرة الفيلم على مراحل، ومنتج إلتزم بدفع تكاليف إنتاج الفيلم، ومن خلال السيناريو الذي حدد فيه طبيعة الحوار، والبطل الأساسي للفيلم الذي حدد دوره بدور (الأرجواز)، ولكي يدخل على الفيلم بعض التحسينات البديعية، فكان لابد من إيجاد ضيوف شرف للمسلسل، ليكون لهم الحضور والقبول لدى الجمهور الجنوبي، وليس لهم دور أو تأثير على مضمون الفيلم أوالبطولة، خاصة والفيلم قد رُسم والعرض بدأ، ويمشي واثق الخطوات، هكذا كان وجود الممثلين من المحافظات الجنوبية في هذا الفيلم عبارة عن ضيوف شرف، لم يكن لهم دور لا في التأليف أو الإخراج او الإنتاج، وقد عكست بداية الفيلم ظهور الرفيق طارق محمد صالح، ويا مسهل سهل وماذا سيكون اخر المشوار.
4- أن من يخذل وطنه وشعبه ويهين الشهداء إرضاءً لعدوه، لن يكون له في وطنه مكان او جنة بعدها.. لانه لايوجد جنوبي واحد – ولو كان معجوناً بماء الخيانة – لديه إستعداد بالقبول بالتحالف مع طارق عفاش وإستقباله في عدن.. رفعت الأقلام وجفت الصحف وتكشفت الوجوه والأدوار الخفية من تحت الاقنعة الوطنية، فسبحان الذي جعل (الشمالي) طارق عفاش يشخط وينخط ويتنعر في بير أحمد الأبية، وتم منع (الجنوبي) الأستاذ عبدالعزيز المفلحي من دخول السكرتارية، فالملعلب واسع والساحة مفتوحة وبالامكان الرقص على الطريقة الخليجية أو العفاشية أو الحوثية أو البدوية أو الضالعية، وكما قال الفنان دريد لحام:" هيك سوق الحميدية"...
وفي الختام نقول... أن (العربجي) لا يعتمد على قوة الحمار لنقل حمولته الثقيلة، بل يعتمد على خضوع الحمار...