مما لاشك فيه وبسبب تداخل المواقف وتشابك القضايا ببعضها البعض ولأسباب سياسية وإقليمية بل ودولية أيضا تضطر بعض القوى السياسية أيا كانت اسمها أو أهدافها أو حتى حجم شعبيتها تضطر حقا إلى أن تساير الأوضاع وتتماشى مع الواقع مع احتفاظها بأهدافها أو طموحاتها ،، وهذا في عرف العمل السياسي أمر مقبول وله مبرراته كما أن له عقول سياسية تدير وتخطط لهذا التماشي . مؤخرا لاحظ الجميع ان هناك موجة تململ شديدة وموجة انتقادات قوية لأداء الانتقالي كمجلس فرح به وايده السواد الأعظم من أبناء الجنوب والعقلاء الذين يرون أن أي تأطير سياسي وتنظيمي موحد يلملم كل مراحل نضال الشعب في الجنوب منذ 2006م وحتى الآن بدلا عن تلك التفريخات والمكونات المشتتة الضعيفة التي اخترقت من كل الجهات آنذاك المشكلة الغائبة عن نظر الجميع هو أن المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع أن ينظم هذا العمل بقدر كبير من الترتيب على الرغم من وجود من يعارضه من أبناء الجنوب أنفسهم .. وهذا أمر طبيعي جدا .. وهناك أيضا من يعاديه جهارا نهارا من خارج الجنوب وعن طريق سماسرة فقط وهذا أيضا أمر وارد جدا . اذآ اين يكمن الخلل .. !! لا يوجد خلل أو عطل بالمعنى الديناميكي داخل المجلس كمجلس بل خلنا نسميها انه يوحد غياب للدهاء السياسي في تفعيل الحراك الشعبي على الأرض عن طريق انبثاق ودعم أي منظمات مدنية تتولى هي قيادة اعتراض الشعب بطريقة سلمية هذه حقيقة يجب أن يسمعها كل قيادات الانتقالي وهي ليست عيبا بقدر ما هو اخفاق نسبي في جانب مهم لا نه وبالمقابل أيضا يوجد تفوق واضح للمجلس في العمل التنظيمي والتنظيري والتحفيزي ازعج الاخرين كثيرا وهنا أقصد حزب الاصلاح ومن لف لفهم أو سار على خطاهم . لا أدري لماذا الاخوة في الانتقالي لم يفكروا إلى الآن بانبثاق منظمات مدنية أو شعبية او حتى منظمة واحدة على الاقل تكون هي الرديف له في الشارع لتقود على الأقل احتجاجات الناس وتتبنى إيصال صوتهم والتحشيد لأي وقفات شعبية تطالب بحقها في الحياة في المناطق المحررة ليرفعوا عنهم الحرج كمجلس أمام كل الأطراف لكي لا يأتيهم أي لوم أو ضغط في عملهم السياسي . الإخوة في الانتقالي ... لا تنجرفوا وراء من أطلق شعارات أن اي عودة للناس للساحات هي خطوة للوراء .. من قال أو نثر هذا الكلام لا يفقه في السياسة ولا دهاليزها . فالعمل السياسي والتنظيمي والتحفيزي شيء مهم وضروري ومحترم لأنه على الأقل لا يشتت الناس . إنما لابد أن تتذكروا جيدا أن أي عمل لأي مكون سياسي أو مكون حاضن لقضية شعب أو حتى حزب .. إن لم يرافقه عمل منظمي مجتمعي مدني قادر على أن يدعوا الجماهير وينظمها ليكون هو المتبني لتنظيم الاحتجاجات السلمية على تردي الخدمات او وقفات اعتراض أو اعتصام احتجاجا على خنق حياتهم وانعدام خدماتهم أي عمل ليس خلفه صوت شعب يفقد بريقه مع الزمن حتى وإن كانت دولة وليس مجرد كيان أو حزب أو تنظيم .. فهل فكرتكم سياسيا أنه كان بالإمكان خلق منظمة رديفة للعمل السياسي الجنوبي تستطيع أن تستمر في لملمة الناس وان تتبنى قضاياهم المجتمعية وان تناوئ بالمجلس بعيدا عن أي ضغوطات تواجهكم فالشارع حينها تحركه منظمات مجتمعية شعبية لها تتبنى وجع الناس في حقها بالحياة غياب المنظمات المدنية الفعالة التي كان يؤمل منها خيرا في ظروف كهذه هي غائبة بحكم غياب الدولة اصلا ... لذلك توجد حالة من الاحتقان ترافقه حالة من الاحباط الشعبي بدأ يتفشى في أوساط بعض بل كثير من أبناء الجنوب ،، لأن غالبية الشعب لم يعد يعرف أين يذهب ليصرخ بأوجاعه في غياب أي تدخل حكومي حقيقي يرفع عنهم كل هذا العبث في حياتهم وكذلك وسط صمت منكم قد يتفهمه بعض النخبة إنما لن يتفهمه كثير من عامة الشعب . ليس من صالحكم كمجلس يتبنى قضية عادلة كقضية الجنوب وشعب الجنوب ليس من صالحكم غياب الفعل الشعبي بل يجب إعادة تنظيمه بشكل آخر غير شكل الاحتفالات أو الاحتشادات ذات الطابع الموسمي الذي تعود الناس عليه في مراحل سابقة لابد أن يواكب عملكم التنظيمي عمل مجتمعي وان لا يتم تجميد الفعل الشعبي الذي لابد أن تتم هيكلته بطريقة الاعتراضات مع كل حدث مؤلم لحياة الناس وليس لمجرد الاحتشاد الموسمي لدعم المجلس . فهل ترفعون عنكم الحرج وتفاجئ بظهور منظمة مجتمعية تتولى العمل الشعبي والحقوقي الذي ليس بالضرورة ان يرتبط بالقضية نفسها لكنهم يبقون أبناء القضية كذلك . تجميد العمل المجتمعي ووصول الناس إلى نقطة الاحباط من كل الأطراف بسبب انعدام الحياة والأمن هو ليس في صالح أحد لأن كل الأطراف بمن فيهم الحكومة والأحزاب يبدوا انهم فقدوا ثقة الشعب .. فلماذا تصرون على أن تسلكوا نفس الطريق . فكروا بالأمر .. انبثاق منظمة مجتمعية مدنية مطالبها حقوقية مدعومة بشكل أو بآخر منكم كمجلس سيضمن للناس على الأقل أن ينضموا وقفاتهم المشروعة ،، وبنفس الوقت يرفع عنكم الحرج . أما أن يظل الشعب بين رحى حكومة فاشلة بكل المقاييس وبين صمت طويل منكم تتخلله بعض الترتيبات التنظيمية بين فترة وأخرى وإهمال الناس وحقوق الناس وتركهم دون أي حاضنة مجتمعية . فأعتقد أن هذا هو الذي بات يجعل قطاع كبير من المجتمع يتململ ويضيق لأنه فقد الثقة بالجميع . ومازال في الوقت بين أيديكم ... قبل أن يستخدم من أطراف أخرى تقتنص الفرصة وتؤجج هذا التململ الذي اصاب الناس وتوجهه نحوكم . مازال الوقت بين أيديكم ... لكن لن يبقى طويلا أن استمر تجميد الشارع وعدم تمكينه حتى من الصراخ وهو يموت . أيها المحترمون ... السياسة ليست مثالية .. فقليلا من الدهاء لا يضر . لأن الشعب في الجنوب يموت كل يوم الف مرة .