عندما أشاهد كتابات لصحفيين ونشطاء جنوبيون عبر شبكات التواصل،أو الحديث في مكان عام أو في جلسة أو عبر فضائيات،وفي حديثهم يذكرون نظام صنعاء وربط ذلك في الواقع الذي عليه الجنوب حالياً،بصراحة ! أنهم يغالطون أنفسهم بشكل غير مقصود وكلام بعيد عن الواقع الراهن الذي يحدث على أرض الجنوب،إن الواقع الراهن يجعلنا نقول شماعة نظام صنعاء قد أنتهت ولا وجود لأي أعذار،صنعاء لم تعد تتحكم بجنوب اليمن ومقدراته بعد هزيمتها في أحداث حرب 2015م وهذه حقيقة واقعية وليست عادة،عليكم أن تكونوا أكثر صراحة وعليكم أن تغوصوا في العمق كي لا يستمر إهدار الوقت وحصد المتاعب والمعاناة أكثر،يجب أيقاف الحماس العاطفي السياسي الذي أدخل إلى العقل وبات يسيطر عليه رغم حدوث متغيرات كثيرة في الثلاث السنوات الأخيرة منذ حرب 2015م والتي محت كل ما كان قبلها،إن من يحكم الجنوب حالياً هم من أبنائه حتى وإن كانوا تابعين للتحالف،حالياً الجنوب يسيطر عليه التحالف العربي بقواته وحلفاءه صحيح أنه كان عامل مساعد في هزيمة الحوثيين في المحافظات الجنوبية لكن الأهداف لم تتطلع مع طموحات الشارع الجنوبي،اليوم الجنوب يرزح تحت وطأة المعاناة،ولم تستقر الأوضاع فيه عما كانت عليه في عهد نظام صنعاء الذي كان يحكمه علي عبدالله صالح،اليوم القرار والمطارات والموانئ والبنوك والمقدرات مسئول عنها التحالف بشكل مباشر،الرئيس الشرعي أو الحكومة التي فيها شماليون وجنوبيون يبقون مجرد أدوات وإن كانوا سيئين،كفانا الحديث عن نظام صنعاء الذي أصبح مصطلح يستخدم لتمرير النهب والفساد والقتل والانفلات الأمني والغلاء والمحسوبية وخصميات تطال مرتبات الجنود من قبل قادة المعسكرات،ولنتحدث بما يدور في الواقع،يتحتم علينا كجنوبيين أن نتوحد ولو بالرأي والإجماع على تحديد الجهة التي تتحكم بالجنوب في كل شيء،أدوات تابعة لحزب الإصلاح وجماعات أخرى لها أهداف أخرى هي موجودة فعلاً في الجنوب وإن كانت منها جنوبية لكن في نهاية الأمر يبقى المسئول عن الجنوب هو التحالف العربي بقيادة كل من السعودية والإمارات ومن ورائهما من الدول الكبرى،هنا سنبدأ ندرك الحقيقة التي قد يراها البعض ممن استفادوا من هذه المرحلة مزعجة،هذا سيجعلنا نعرف مصيرنا نحن في الجنوب،كثير منا يشعر ووفق ما يحدث على الواقع أن الشمال منفصل،ولديه مجلس سياسي وحكومة وفرض أمر واقع والأمم المتحدة تأتي إليهم وتتفاوض معهم،وتتفاوض مع الحكومة العاجزة التي يقودها التحالف،وكل ذلك يحدث على مرأى ومسمع شعب الجنوب الذي ضحى من أبنائه بشهداء من شيوخ وشباب وأطفال بأنفسهم من أجل قضية كان هدفها فك الارتباط عن شمال اليمن،وهذا الهدف أصبح معلقاً وتداخلت عليه حسابات جعلت الكثير من هذا الشعب يشعر بخيبة أمل كبيرة،بينما الوصول إلى هذا الهدف يحتاج إلى إرادة وشجاعة ووضع حد للصمت والمبالغة بالانتصارات والتحرير والتغني بهما، بينما الواقع المعيشي سيكون جحيماً إن أستمر على ما هو عليه،نحن في الجنوب كشعب أصبح أمامنا خيار واحد لاثاني له وهو الذي سيحدد المصير مهما يراه البعض أنه خيار متهور لكنه الواقع بطبيعته وهو الوقوف بصراحة أمام قيادة التحالف ومخاطبتهم بتغيير الصورة الحالية في كل الجوانب بجدية،وإعادة نشاط المؤسسات وتوحيد الأمن والمساعدة على تمكين أبنائه من إدارة شئونه للخروج من المستنقع السيء الذي أضر بالحياة اليومية،وإن لم يكن ذلك يجب قلب الوجه الآخر والتحرك في الشارع والاحتجاج،والمفروض أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الذي ينبغي عليه أن يبادر إلى ذلك ويعزز التيار الجنوبي الآخر الذي دعا التحالف في وقت سابق إلى تمكين أبناء الجنوب حقهم،