لقد ترددت كثيرا في كتابة السطور التالية وذلك لان موضوعها الرئيس قد يبدو موضوعا عاما و متناول.. إحساس كهذا لابد له أن يسيطر على الكاتب مع كل فكرة يستشعر انه لابد من تناولها وأحاطتها بعلم الوصول إلى القارئ لالشيئ إلا لتبديد قلق سلبي بداخله والسعي لتحويله إلى منفذا إيجابيا للفائدة العلمية وأيضا للتغيير متى توفرت للكاتب المعلومات الدقيقة وهاأنا وبكل أريحية سياسية وإخلاص للوطنية الجنوبية أفعل ذلك وأكتب بما جاد به اجتهادي المتواضع في هذا الجانب. إن الراهن العام وأينما يممت متأملا فيه سيخبرك دون عناء وبنتيجة واحدة دون سواها وهي أن نهج العصابة بمعنى كلمة "العصابة" الإجرامي وكل دلالاتها و افرازاتها الشريرة لاتزال تلقي بظلالها وضلالها على هذا الراهن والذي لن يختلف معي فيه صاحب فكر نظيف وتوصيف موضوعي صادق.
وعلى ضوء ذلك الفكر و السلوك الشاذ نحن نعيش في حالة رهيبة من التخبط و التي تجاوزت الضبابية إلى مرحلة السوداوية الشاملة في كل مناحي هذا الراهن العام ..وللتأكد من ذلك ما عليك إلا أن تلقي نظرة موضوعية وشفافة جدا إلى كل مايدور في محيطك الخاص وستتأكد هذه النتيجة فأنت وأنا وهي وهو جميعنا نعيش هذه الحالة الا اننا وفي إتون ما نعاني منه ذاتيا و موضوعيا لا نوليه جل اهتمامنا وإن في حدوده الدنيا..ولنأخذ البيت والشارع والمدرسة كمحيط أقرب لنا فسنجد أننا بقصد أو بغير قصد نمارس هذا المنطق المقلوب بعيدا كل البعد عما تمثله تلك الجهات كمؤسسات اجتماعية وأخلاقية وثقافية لها نصيب كبير من المسئولية في تقويم المجتمع.
وإذا تركنا نهج العصابة على تلك المستويات وانتقلنا في كثير من التفرعات سيطالعنا الوجه القبيح لذلك النهج فكرا وسلوكا في قضايا أكثر ارتباطا بحياتنا المعيشية ولعل من أبرزها هنا قضايا الكهرباء والنفط والمقاولات الرسمية منها وحتى غير الرسمية وتمتد القائمة لتصل حتى إلى مالا يخطر على بالك في رعاية الاحتفالات بالمناسبات الوطنية وغير الوطنية وسيكون عليك وقع الصدمة مجلجلا عندما تعلم أن هكذا نهج قد أصبح ورقة سياسية بيد الجميع لابتزاز الجميع والطامة أكبر هي عندما يكون الجميع هنا منتميا للجنوب ويدعي ليل نهار حرصه على القضية الجنوبية وهدفها الأسمى الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية. ولكن لاينبغي أن تبقى فجيعتنا بذلك طويلا متى ما عرفنا سببا حقيقيا لذلك
إن نهج العصابة كما هو راهن اليوم هو نتاج حكم أكثر من ثلاثة عقود تحت وطأة نظام الاحتلال وقد تم اللجوء إليه لتعزيز سلطة مابعد حرب عام 1994م في الجنوب وهو الذي حكم آل ج.ع.ي منذ صعود علي صالح وعائلته وقبيلته وتغلغلها إلى كل زوايا وأركان ومفاصل شبه الدولة التي كانت ستكون لولا اغتيالهم رئيس مجلس القيادة هناك إبراهيم الحمدي ونجحوا كثيرا في هذه المهمة التي تفننوا في ممارساتهم على كل صعيد بحسب سياسة الإفساد والفساد التي هي اس ذلك النهج العصبوي وإلى اليوم وسيبقى السؤال قائما ولكن كيف تسنى لهم أن ينجحوا في الجنوب وحولوه من وضع الدولة إلى اللادولة تماما ..الجواب هنا لم يعد خافيا على ذي عقل وبصيرة إذ أن هذه العصابة فرخت عصابات لها بوسائل عدة لعل من أبسطها هنا وفي متناول اتهامنا لها أنها قد وجدت ضالتها في كثير من ضعفاء النفوس والمغرر بهم بالمال وإغراءات الكرسي وتوابعه.
الحقيقة الماثلة امامنا تقول أنه كالنار التي تسري في الهشيم أصبح وضع الدولة بكل ماترمز إليه في خبر كان وقوي نفوذ أصحاب الفيد و تعززت مكانة ودور قطاع الطرق وأصبح لهم فكر وسلوك ونهج العصابة الجامع والحاضن المنيع في وجه كل الخيرين..وعندما جاءت عملية العزم والحزم وتحقق ماقيل انه تحرير وآنتصار تفاءل الناس في عدن وما جاورها بأن ذلك النهج الخبيث قد زال ولكن كما دل ويدل عليه الراهن أن ذلك النهج قد ترسخ وتعزز وبمسميات جنوبية وبأساليب وطرق مفزعة وبان وكأنه لعنة أبدية لاتريد أن ترحل عن هذا الوطن المفجوع وهذه المرة بحلفاءه الذين يشهدون كل شيئ ولم يتحرك لهم ساكنا لإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي.
إن بناء الأوطان لايتم بفكر ونهج العصابة و تحالفاتها الداخلية والخارجية وهذه الأخيرة لربما كانت واحدة من اختراقات مؤسس نهج العصابة في اليمن بشعاراته الخادعة البراقة التي تميل بوصلتها مع كل قضية عصرية وهي منه ومن نهجه براء..وأنه لمحزن جدا اليوم أن نرى كثر من ينبري هنا أوهناك ليدافع عن ذلك النهج بإستماته بعد أن ألمت بالنهج وأصحابه الملمات والفضائح على كل المستويات.
أعتقد أنه قد حان فضح هذا النهج الوافد على هويتنا الجنوبية وأن يعتبر الخلاص منه قضية مركزية للجنوبيين كافة متى صدقوا في توجهاتهم التحررية وتطلعاتهم المشروعة لاستعادة دولتهم وبتاءها وفقا لمقومات الدولة المعاصرة التي تحكم في أكثر من مكان في العالم بمافي ذلك تلك المجتمعات التي سبقناها نحن هنا في الجنوب في بناء الدولة ونراها اليوم ورغم آدعائها إقامتها تحالفا معنا تعمل بل وترعى من جديد أن يكون وطننا الجنوبي الحبيب مزرعة لتخصيب نهج العصابة وبشيطنة غير خافية على أحد.