كابوس أصبح يراود مضاجع القوات الجنوبية وطالما حذر منه العديد من المحللون والنشطاء والقيادات العسكرية والمدنية التي حاولت إيصال الأصوات قبل حدوث وهبوب العاصفة من الساحل الغربي وعلى أسوار محافظة الحديدة الساحلية في الحد والشطر الشمالي . ذهبت كثير من القيادات التي أفرزتها حرب صيف2015 مإلى حشد الكثير من الشباب والدفع بهم ك " القطيع الذي لا يعلم إلى المسير .
فقد تدفق العديد من الشباب الجنوبي نحو الساحل الغربي لا أسباب عديدة فمنهم تم استقطابه من المساجد وحلقات الذكر والشحن الديني بهدف العقيدة والدين والبحث عن الشهادة .
ومنهم فصيل تدفق وشد الرحال من أجل الحاجة والأوضاع المعيشية الصعبة والبحث عن وسيلة لكسب قوت العيش واللقمة من خلال ذلك الراتب ( ألف السعودي ) وصرفه يومية على إيقاع وأوتار الأشلاء الروائح الموت التي لا تبرح ولا تفارق الساحل الغربي .
لم تعلم تلك القوافل والأفواج الجنوبية أنهم يساقون إلى محرقة ويسيرون نحن طريق لا عودة منه لأنه مغلق من جميع الجهات على ضفاف الساحل الغربي في الحد الشمالي .
قصص وحكايات وألم موجع وقهر وانين حملته رمال الساحل الغربي التي أصبحت تبتلع شباب في عمر الزهور لم يرى الحياة وتفصيل السعادة وحروف العيش .
رمال الساحل الغربي تحولت إلى غول يلتهم ويبتلع تلك القوافل من الشباب التي تندفع صوب فوهة " البركان " . رمال تحمل في طياته تفصيل ومعالم وملامح المآسي والألم وأهات ودموع الأمهات الذين لا يعرفون إلى أين يساق أبناءهم وإخوانهم وإلى مصير مجهول يتم الدفع بهم .
هاهي أحد النساء الكبار في السن تزور مبنى ومقر صحيفة عدن الغد ل تحكي لرئيس تحرير الصحيفة فصول من المعاناة تسرد حكاية ومآسي عن أخيها الذي ذهب إلى الساحل الغربي من أجل إكمال ماتبقى من مهر " الزواج " فكانت النهاية ان ابتلعت رمال الساحل الغربي ذلك الشاب وأكلت " الكلاب " من لحمه أمام عدسات وتصوير مباشر من المد الفارسي المجوسي .
وهاهي عملية الالتفاف لمجموعه من الشباب الجنوبي الذي وقع بين كماشة الأطماع لتلك القيادات التي تسوق تلك الوجوه إلى المحرقة وبين بندقية " الحوثي " فسقط الكثير منهم بين قتيل وجريح ومابقي وقع في الأسر وفي قبضة الحوثيين .
الساحل الغربي حقيقة لمحرقه وبركان ووفخ وقع فيها شباب الجنوب بين عقيدة ودين وشهادة وبين تأمين وسد رمق العيش وتوفير قوت ومتطلبات الظروف المعيشية الصعبة فكانت الساحل الغربي رمال تبتلع شباب في عمر الزهور .
معركة ووقودها وحطب نارها القوات الجنوبية:-
الساحل الغربي هي المعركة الوحيدة التي قد يخرج منها الجنوب الخاسر الأكبر ويدفع فاتورة ثمنها في المستقبل .
ان القوات الجنوبية التي تتدفق نحو الساحل الغربي تدفع وبشكل يومي فاتورة بشرية باهظة واليوم تجني تلك الثمار من خلال أشلاء مترامية بين الساحل والرمال على مشارف أسوار الحديدة .
معركة الساحل الغربي يدفع ثمنها الجنوب ووقودها القوات الجنوبية وحطبها شباب الجنوب الذين يزج بها إلى سواحل الحديدة .
معركة رهانها الخسران وان تغنت بعض القيادات بانتصارات الأرض ولكنها تدفع فاتورة بشريه باهظة من أجل أهداف وغايات ورغبات ومغامرات وحماقات ليس للجنوب شان فيها .
واليوم نسمع ونشاهد وبشكل يومي ونرى تلك الشهداء التي تحمل على الأكتاف وتشييع في مقابر العاصمة عدن وبشكل جماعي وتكون القوات الجنوبية هي ووقود وحطب تلك الحرب وذلك الغباء السياسي العقيم من القيادات الجنوبية التي تعمل على إعداد وتحضير تلك القوات وإرسالها في خوض حرب ورهان ووقوده وحطبه شباب الجنوب .
لماذا يدفع التحالف العربي القوات الجنوبية نحو الساحل الغربي :-
بإصرار ورغبة كبيرة يدفع التحالف العربي بالقوات الجنوبية صوب سواحل الساحل الغربي ويصر على ان تكون القوات جنوبية وتنسى ان هناك جيوش جراره تقف على التباب وترقص عليها وحولت الجبهات إلى قاعة للأفراح والأعراس الجماعية ونصبت الحمامات ( المتنقلة) في الجبهات كل ذلك يتغاضى عنه التحالف العربي ويتجه صوب القوات الجنوبية والزج بها في معارك الساحل الغربي .
ويتسأل الكثيرون لماذا يصر التحالف العربي وخاصة دوله الإمارات العربية المتحدة على إقحام القوات الجنوبية خارج خط الحدود الجنوبي وخطوط التماس البعيدة عن الأراضي الجنوبية ولاتخدم الجنوبيين بشي في الاستفادة من تلك المعارك .
يرى الكثيرون من المحللون العسكريون ان إقحام القوات الجنوبية من قبل التحالف في تلك المعارك التي تدور في الساحل الغربي يعتبر انتحار الاستنزاف بذاته لكل الطاقات الجنوبية العسكرية البشرية .
ومايحدث اليوم في نظر كثير من المراقبين انه هدر وضياع ومحرقه للقوات الجنوبية التي تدفع ثمنها غالي بفاتورة " الدم " الجنوبي .
ان إصرار التحالف العربي على الزج بالقوات الجنوبية يضع العديد من علامات الاستفهام التي تقف حائرة أمام تدفق تلك القوات الجنوبية صوب فوهة المدفع والمحرقة الحتمية وإصرار قوات التحالف العربي على القذف إلى ذلك البركان في الساحل الغربي .
ما " ناقة " و " جمل " الجنوبيين في معركة الساحل الغربي .. :-
رجح الكثيرون ان اندفاع القوات الجنوبية صوب معارك الساحل الغربي يتحمله عواقبه عقليات قيادات حرب صيف2015 مكون تلك العقليات في المنظور السياسي والعسكري قد فقدت البصيرة و الدهاء والتملص من خوض تلك المعارك وأقحمت قوافل وأفواج الشباب الجنوبي في معركة لا تخدم ولن يستفيد منها " الجنوب " لا جغرافيا ولا سياسي ولا اقتصادي بل تعتبر استنزاف لتلك العوامل المذكورة سابقاً .
ان معارك الساحل الغربي هي للفائدة " الشخصية " ولاتخدم المصلحة الجنوبية بشي وإنما تزيد من أوجاعه وتعقيد موقفه .
إذن فما ناقة الجنوبيين من ذلك وما جمل الجنوبيين من كل ذلك . ان مايحدث في الساحل الغربي لا يخدم الجنوبيين بشي بقدر ما يخدم أهداف وأجندات آخر تهدف إلى استدراج الجنوبيين إلى فخ ومحرقه الساحل الغربي ونجحت في ذلك ودفع الجنوبيين ذلك بفاتورة باهظة الثمن وخروج من معارك الساحل الغربي لا ناقة لهم ولا جمل وعادوا بخفي الألم والماسي التي طرقت أبواب البيوت في المحافظات الجنوبية بين شهيد وجريح ومفقود وأسير فماذا كسب الجنوب من ذلك وما ناقة وجمل الجنوبيين في معارك الساحل الغربي ... ؟؟.