لا يختلف اثنان على حنكة ودها رئيس اليمن الراحل علي عبدالله صالح، تغمده الله بواسع رحمته، ولو لم يكن كذلك لما ظل يحكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود شبهها بالرقص على رؤوس الثعابين، فشاءت الاقدار ان يكون ضحية أشد افاعيه سمية. لقد سقط الرجل على يد تلاميذه، فهو الذي دعم تأسيس تنظيم الشباب المؤمن، النواة الأولى للحركة الحوثية، لكي يبتز من خلالهم المملكة السعودية، وقد فعل لفترة من الزمن. وهو الذي سلخ من المؤتمر الشعبي العام أكثر أضلعه اعوجاجا وكون به حزب الأخوان في اليمن ليواجه به شريكه في الوحدة اليمنية، الحزب الأشتراكي اليمني، فنجح في ذلك حتى اصبح الشريك تابع متسول. لم يدم الحال طويلا فاذا بالتلاميذ ينازعون سيدهم الحكم فكشفوا على الملاء كل عيوبه ومأسويه متناسين شراكتهم في كلما يعيبون الرجل فيه ، واستغلوا جهل الشارع اليمني وفقره فاذا بنا كالذين دعوا ربهم ان يباعد بين اسفارهم فمزقهم الله كل ممزق وجعلهم احاديث للناس. فقد تكالبنا على زعيم اليمن الراحل وطالبناه بالرحيل بخيره وشره ودعينا عليه وعلى حكمه بالويل والثبور في كل ساحة ومنبر فعاقبنا الله بأغبى وأجهل رئيس يشهده العالم على مر التاريخ. هكذا هو بطبيعته، ولو لم يكن الجهل والغباء من سماته لما اطمئن اليه الرئيس الراحل فقربه اليه وعينه نائبا له. ومن لم يؤمنوا بهذا الحديث ممن ليست لهم في الغباء مصلحة وممن ليس للانتقام عندهم مكان فلينظر الى الى الحالة التي وصلنا اليها اليوم ويتطلع هل يرى في الأفق من نور ثم يحكم بنفسه.
ولكن هذا هو أمر الله ويجب ان لا نلوم الرجل فيما آلت اليه الأمور فقد سيقت اليه الولاية سوقا ولم يسع ولم يطمح لها ولكنها المشيئة الألاهية ليقضي الله امرا كان مفعولا. فلا اظن ان ترى اليمن الخير طالما تلك الدمية على راسها.