عزيزي حسن .. ترتحل بي الذكريات إلى تلك الأيام الخوالي الجميلة حينما كنا نسامر البدر في سواحل مدينة ألبريقه الجميلة والشواطئ الجميلة في جو لدمور حينما كان يلفنا الصفاء والسكينة ونعيش حياة مستقرة خالية من المتاعب والأحزان .. ولعمري أن الحسرة والندم تعصف بنا حيال ذلك الوضع المتردي الذي آلت إليه مدينة عدن الجميلة ذات السواحل العتيقة التي يطرب لها القلب وينشرح لها الفؤاد . حبيبي حسن .. لقد كانت عدن تحتسي أروع الملبوسات وتتأنق ببساطة أبناء عدن البسطاء الذين ظلت وأمست حياتهم عبقة كالورد ناعمة كرمال شواطئ عدن الجميلة .. لقد أصبحنا نتوق إلى تلك الليالي الجميلة التي كانت فيها عدن بوابة الشرق والغرب تحتضن السياح والتجار رجال الأعمال والمصارف والمؤسسات الحكومية حيث الطابع العدني ذات البصمة المميزة .. إن عدن اليوم كالمدينة الخربة تستوطنها الغربان والخفافيش وتفوح منها رائحة الفساد والفوضى والقمامة .. ولعمري أن هذا يحز في النفس كثير من الأسى على اندثار أحلامنا الجميلة التي رسمناها منذ أيام الصبا . عزيزي حسن .. ليس الوطن بقعة أرض أو تراب أو حي سكني تربينا فيه وعايشنا أيام الطفولة والصبا لكن الوطن معاني شامخة للأمن والكرامة والاستقرار النفسي والمعيشي .. الوطن يا عزيزي مظلة خير آمنة يحتمي تحتها كل أبناء الوطن البسطاء .. واليوم يا عزيزي تعصف بنا الرياح والأعاصير وحاصرتنا المجاعات والفقر والمرض في ظل الوحدة أسمية لم نحصد منها سوى الخراب .. آه يا حسن كم أشتاق لذلك الزمن الوردي حينما كانت معيشة الناس متكافئة وتسود المحبة والرحمة بين الناس لقد أصبحت التنمية والحياة أطلالاً وعروش متهالكة يقودها سياسيون لا يروا في الإصلاح هدفاً نافع لمصلحة الناس ، لقد أحسنت حينما حزمت حقائبك ورحلت طالباً وباحثاً عن وطن كريم يمنحك الأمان والكرامة فيما نحن أسرى بين أسماك القرش المفترسة .. تباً للسياسة التي تضع جيوب المتنفذين وشهواتهم ومصالحهم في قائمة البرامج والخطط بينما الناس يتمرغون في الوحل تغيب عنهم حبه أسبرين أو حقنة أو رغيف أو أبسط مقومات الحياة .. لقد سمعت أن وطنكم الذي تعيشون فيه حالياً يتأهب لبناء مجمعات سكنية ومستشفيات ومناطق حرة عملاقة من أجل استقرار راحة الفرد بينما نحن ما زلنا نلهث خلف المواطير والشموع ونرش وجوهنا بالماء البارد لأن الدولة اليمنية الحديثة قد عجزت عن توفير سبل الحياة الكريمة وظل الناس يتزاحمون طوابير خلف المواطير والمواسير وقراطيس الشموع .. الخ عزيزي حسن لو استطعت فابعث لي فيزه وطن مستضيف يمنحني الدفء والكرامة والعيش الكريم لأن بلادي حالياً مشغولة بالقتل والرصاص وترويع حياة الآمنين لأن آمل الانفراج في بلادي لن يطلق سراحه من قبل العابثين وسأكون لك من الشاكرين .