رفيق درب وصديق عمر.. مشعل من العمل والأمل.. يبتسم للأحداث مهما كانت مزعجة كابتسامته لأطفاله، كثيراً ما كان يشد من أزري في الملمات بقوله أخي صادق لا عليك ولا يهمك باعدته الأيام وغيبته الليالي والأحداث فغادر السرب مهاجراً إلى الولاياتالمتحدة.. وبقيت أنا في أرض الوطن الهجرة في حياة الشاعر ماذا تعني؟. اللوعة والفرقة والاشجان ان تتوزع نفسياً ووجدانياً وجسدياً على محطات الأسفار ونقاط الترحال فينتابك خليط من المشاعر والذكريات تسقيها بمئآقي العين أحياناً وشذرات الروح حينما يتصاعد إلى انفك رائحة وعبق تراب الوطن الغالي. قاب قوسين وأدنى من محطات السفر حسبك الله يا فؤادي انتهى عهد السمر شاءت الأقدار أمضي راحلاً أين المفر أرتحل والروح باقٍ في مدارات القمر فارداً روحي شراعي جف نهري وانحسر انه الطوفان قادم من محطات السفر ولكن الهجرة بوجهها الاخر هي احتراف المغامرة والاكتشاف والمثابرة واعمال العقل والمفاكرة هي الوقوف على تجارب الآخرين العلمية والعملية في كل مناحي الحياة والافادة منها ونقل المفيد نقل تمحيص لا نقل تقليد وتبلد بما يتناسب وخصوصياتنا كمجتمعات شرقية محافظة فالحركة والترحال والاسفار سنة إلاهية في الخلق وضرورة بشرية للحياة فالماء لا يطيب إلا اذا كان جاريا اما اذا ركد فسد. الوطن- التربة -مراتع الصبا؟ ثلاثية الانتماء والذكريات ماذا يقول عنها الشاعر؟. ابدأ من مراتع الصبا قريتي العزيزة اغرب بني عواضة بعدان فيها نميت وتربيت وعلى مسالكها درجت ومشيت وفي طرقاتها عبرت ومضيت وبين بساتينها شدوت وغنيت بها فرحت وحزنت وبها تكلمت وتألمت ومنها كان الابتداء في ظلال الوالد يحفظه الله تربينا وبأصوات الوالدة ظللتنا بقلبها وروحها وعاطفتها فتحت عيناي بعد ذلك على تربة وطني الأغلى والأغلى من كل كنوز الدنيا فاحببت تربة وطني من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. ومن وطني الأصغر توسعت مداركي فأدركت الوطن الأجل والاكبر والاشهر وطني الإسلامي الكبير وكل بلد يؤمن فيها انسان بقيم الحرية والحب والعدل والمساواة. يا سحر صنعاء والأعياد تلبسها ديباجة وعليها النصر عنوانا وهذه عدن في سحرها برزت تشدوا الأغاني فتشدوها أمانينا لأنها ثورة الأحرار قد ولدت وانجبت في ربى صنعاء إنسانا ماذا تمثل لك القصيدة وهل هناك اختلاف بين قصيدة المهجر والقصيدة في الوطن؟. - القصيدة هي نبض يسري في عروقي تعصف بي وتدهمني متى ضاقت الأوردة بالدم المتدفق ومتى عصفت بالعقل والنفس والوجدان اخبار امتي ووطني الكبير المتكالب عليه وحوش البشرية بلا رحمة وبلا ذنب متى شعاب الأمس يكسوها ربيع اليوم.. تزهو من جديد تصافح الآمال وجه الصبح تبسم كالوليد.. فلعلها لحظات يا قدري وأخراني تذوب مع الجليد في ديوانكم اللحن الملتهب يلاحظ دفء المشاعر وحرارة المعاني وانفعال العاطفة وتأجج الكلمات كقصيدة يامنية النفس وماذا اقول وسريا صديقي كيف عاش الشاعر تلك الفترة الجياشة؟ وهل يعيش الشاعر بعاطفته أم بعقله اكثر؟. لقد عشت تلك الفترة التي قضيناها سوياً بعاطفتي وعقلي ولو ان عاطفة الشاعر احياناً يقدمها على عقله إلا ان تلك الفترة هي اجمل فترات عمري ايام الجامعة فلا غرابة ان تكون القصائد التي ذكرت وغيرها على ذلك النحو فأنا اعشق الجمال وأهيم به واطير على اغصانه وازهاره واثماره فالله جميل يحب الجمال فحسبي ان احب شيئاً يحبه الله. عجبت من ليلي الدامي وراحلتي اعاقها البين دهراً فانتشى الوتر لي اصطبار وللأشواق أغنية ولي حبيب اغاض البدر والقمر تميل كالغصن ريماً في لواحظها اذا تغنت شكاها العود والوتر ماذا عن مشاريعكم الثقافية؟. - لي الديوان الأول الذي كان بعنوان اللحن الملتهب وانا الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على ديواني الجديد والذي سينزل السوق في غضون اسبوع إلى اسبوعين وعنوانه «اقتفى حسراتي». ماذا عن النشاط الثقافي في المهجر في متشجن في الولاياتالمتحدة الأميركية؟. - يوجد نشاط ثقافي وسياسي للجاليات العربية اما الجالية اليمنية فالنشاط شبه معدوم لأسباب كثيرة وما هو موجود لا يعتد به كونه نشاط شخصي فقط انما المستقبل سيكون أفضل بإذن الله تعالى. كلمة توجهها للجهات المختصة عن احتياجات ومشاكل الجالية اليمنية في أميركا؟. - حقيقة اوجه كلمتي لوزارة شؤون المغتربين ممثلة بالأخ الوزير د. صالح سميع والأستاذ العزيز د. سيف العماري -نائب الوزير ووزارة التربية نعاني هناك من عدم وجود مدرسة لأولادنا وبناتنا نخشى من ضياع هوية الجيل الذي ولد هناك الجالية اليمنية كبيرة جداً وهناك نشء لا يحسن ان يتكلم العربية نحن بحاجة ماسة لوجود مدرسة لأولادنا لتحفظ الهوية وتربطهم بالوطن. وأختتم بهذه الأبيات فأقول: زدني عذاباً أيها القدر الموكل في عذابي فأنا الذي اصحو على حزن وافترش اكتئابي انحولأ عتزل الهوى فتضج نيران اغترابي زدني عذاباً أيها القدر الموكل في عذابي لولاها ما حملت يد الأيام كاساً ولا اهمرت سحاب شغفاً تمرد في دمي دهراً فهل يجدي عتابي ما عشت استبق الهوى لكنه من دق بابي.