الجنوب في الفترة القادمة ,قادم على تطورات ومخططات خطيره نتيجة ما تسمى محادثات جنيف ,بين الشرعية والحوثي ,وهي امور تستدعي تفعيل الحاسة النقدية لفهمها ودراستها ,,لكونها احداث ليست عابره ولا شاذه ولأخارجه عن السياق العام الذي عانى ويعاني منه شعب الجنوب المنكوب ,وفي كونها مواقف تكاد تصل الى التواتر من كثره تكرارها ,واصبحت علامه داله ومؤشر على تناقض المصالح والاجندات للقوى الفاعلة في المشهد الجنوبي, الذي تقوده النخب المتحكمة بسلطه القرار السياسي وهي تنطلق من ثوابت جوهريه لا تتغير ,من نفس العقلية والمنهجية في السلوك والاداء السياسي . المرحلة الراهنة عنوانها استهلاكي بامتياز لمجمل الاوضاع ,لان ما يراد له هي المراوحة في دائرة الاستنزاف حتى يمكن تعويم شعب الجنوب لتهيئته للعودة الى قواعد اللعبة القديمه والذي في حاله قبولها وهو ما يعني استمرار المأساة الجنوبية ,لان المعادلة الحالية قائمه على انكار الحق الجنوبي ,وغير مسلمه مطلقا للاعتراف بحق الشعب الجنوبي بتقرير مصيره على ارضه كباقي شعوب الارض ,هم لا يريدون للجنوب ان يخرج عن ارادتهم ,لانهم لا يزالوا اسرى الماضي الذي سجنوا انفسهم فيه ولا يمكنهم رؤيه صوره اخرى لمستقبل الجنوب خارج عن المنظومة القديمة المندثرة ,من ذاكره عصابات 7 يوليو البائدة والفاسدة ,هم لا يريدون الاعتراف بان الجنوب هو قضيه وطنيه ,هو نتاج حراك وثوره شعبيه عارمه وليده ذاتها فقط ولأقدره لا احد ان يدعي الوصاية عليها ,وهذه الحقيقة تعد صمام الامان الجنوبي الذي شكل معجزه لا يستطيع كائنا من مكان في هذا الكون تجاوزها ,الامر الذي جعل الجميع يدور في حلقه مفرغه ودوامه من الجنون والعبث . سيحاول المبعوث الاممي في المفاوضات المرتقبة تقديم ما يمكن تسميته بخريطته طريق باسم التحالف الغربي امريكا وبريطانيا الذي يمثله لا نتاج صيغه سياسيه لا تأخذ في الحسبان الحقائق الذي تكرست على ارض الواقع ,مما يعني عقم المسار ومحدودية افاقه ,لان التعقيدات والتناقضات القائمة ستعيد الجميع الى نقطه الصفر الى المربع الاول أرادوا ذلك ام لم يردوا لان الافكار او الخارطة او المبادرة سميها ما شئت ,هي مجرد حبر على ورق لا اكثر ولا اقل ,ولن يكتب لها النجاح مهما حرص الفاعلون عليها ,والسبب يتعلق بطبيعة الادراك والاستيعاب الذي تعكس صوره ذهنيه جامده من الماضي المنحل ,بينما الواقع متحرك ومتجدد ,ويعج بتفاعلات تاريخيه معقده ومتسارعة ,تجعله يتغير بسرعه فائقة وبشكل مستمر . وبين خارطة ادراكيه جامده وواقع متحرك ومتغير ,يكون من الطبيعي ان يتجاوز الواقع الافكار والخطط المطروحة ,لا نها لا تستجيب لحركه الواقع ولا تتكيف معه مما يفقدها صلاحيه النجاح والاستمرارية . ترى ما الذي يريده الوصول اليه المبعوث الاممي جريفيث ؟المبعوث الدولي باعتباره سمسار دولي للشركات الغربية ,هو يسعى لاستنساخ مبادرة خليجيه جديده ,لا عاده تأهيل المنظومة القديمة ,بناء على واقع اليوم فالمبادرة الخليجية القديمة نصت كما هو معلوم على تقاسم السلطة بين المؤتمر والمشترك سابقا ,بينما في حقيقه الواقع ,كانت اعاده توزيع السلطة والثروة ,بين اطراف المركز المقدس الحاشدي ,بحيث انتزعت جزء من الكعكة ,الذي استحوذ عليها عفاش وعائلته ,ليتم اعاده صياغتها على اطراف المركز المقدس من ال الاحمر علي محسن واولاد الشيخ عبدالله الاحمر يتوافق دولي واقليمي ,وتم اختيار الرئيس هادي ليكون بمثابه المدير التنفيذي لشركه ال الاحمر المساهمة للمقاولات السياسية ,واليوم يحاول جريفيث تكرار الامر نفسه ,بحيث يحل الحوثي محل عائله عفاش باعتباره صاحب سلطه الامر الواقع في صنعاء ,بينما يتم اعاده تأهيل الاخرين ليحلوا محل المشترك ,وتعد ورقه المؤتمر الشعبي كبيضه القبان في المعادلة الراهنة ,الذي تتنازعه ثلاث شرعيات متناقضة الأولى شرعيه مؤتمر صنعاء الذي يمثلها الحوثي ,والثانية شرعيه هادي علي محسن وبدعم سعودي ,والثالثة شرعيه عائله عفاش والمدعومة اماراتيا ودوليا ,ويدور الصراع حاليا حول عقده تمثيل المؤتمر الشعبي, الذي يحظى بقبول ورضاء دولي ,نظرا لكون المؤتمر يضم جميع لصوص وفاسدي المرحلة السابقة ولاسيما بعد انتهاء صلاحيات حزب الاصلاح باعتباره من بقايا تيارات الاسلام السياسي ,.اما الجنوبيون الذي وصفهم جريفيث بالمجموعات الجنوبية هو يريد دمجهم في مجموعه واحده , ليكونوا ديكور سياسي جميل في لعبه الشمال الكبرى سيفشل جريفيث كما فشلوا من قبل ,ولن يكتب النجاح لمشاريع اعداء الجنوب ,لانهم ينطلقون من عقليه ومنهجيه قديمة ,عفى عليها الدهر وشرب ,والمطلوب هو اعتماد استراتيجية جديده تستوعب تحولات الزمان والمكان في واقع الشمال والجنوب