لقد تعلم الجنوبيون كثيرا من وحدتهم المشؤومة مع الشمال .. ولم تعد كلمة لايعنينا موجودة في قاموسنا السياسي.. ولم تعد القرارات المتسرعة أيضا موجودة.. ولم تعد عنتريات الزعران موجودة. اليوم يشهد الجنوب تحولا سياسيا كبيرا في طريقة ممارسة السياسة على المستوى المحلي والإقليمي، وأثبتت قيادة المجلس الانتقالي أنها تمتلك من الحنكة السياسية مايمكنها من تجاوز العقبات، والاستفزازات والمؤامرات.. وتمكنت قيادة المجلس من ايضاح حقيقة قضية الجنوب واقناع دول الجوار والعالم بأن القضية الجنوبية لم تكن يوما قضية مظلومية وحقوق مدنية أو معيشية بل قضية شعب فقد دولته وهويته وخدع بوحدة انتهت بالقتال والاحتلال بالقوة في عام 1994م. اليوم أصبحت القضية الجنوبية محل اهتمام كل ممثلي دول العالم سواء صرحوا بذلك أم تريثوا لأسبابهم الخاصة.. فقيادة المجلس الانتقالي تبذل جهدا كبيرا لكسب ماتستطيع من استحقاقات توصل القضية الجنوبية إلى موقعها الصحيح في الأزمة . اليوم يستشعر الاحتلال خطورة هذه التحركات ويوجه آلته الإعلامية وعلاقاته الدولية سواء طرف الانقلابيين أو الشرعية لعرقلة تحركات المجلس وارباكه متناسين أن هذا المجلس يمثل إرادة شعب وقضية عادلة لن توقفها أي مؤامرات. لقد بات العالم يعرف حقيقة الوضع وأسباب الأزمة الحقيقة، ويعرف أيضا أن مخرجات الحوار أو أي حلول تستنقص من حق الجنوبيين لن يكتب لها النجاح.. ويسعى العالم لايجاد صيغة جديدة لحلول من شأنها ايقاف الأزمة. قيادة المجلس تقرأ الأحداث بعمق وتواصل لقاءاتها مع كل الأطراف الدولية، ومن خلال هذه اللقاءات سيتم اتخاذ الخطوات المناسبة بالمشاركة من عدمها. لقد بذل المجلس خلال الفترة الماضية جهدا كبيرا لإيصال رسالة شعب الجنوب للعالم بأننا شعب مسالم يبحث عن حريته وحقوقه المشروعة.. ناسفا كل التهم التي يحاول الاحتلال أن يلصقها لشعب الجنوب وقيادته. أثبت الجنوبيون أنهم لم يكونوا يوما مجتمعا حاضنا للإرهاب كما تروج له وسائل الاحتلال، كما نجح الجنوبيون في ضبط النفس وإعطاء الأولويات لأهدافهم في تحركاتهم السياسية والعسكرية. إن العالم اليوم بات يدرك أن الحرب أفرزت متغيرات جديدة وأطرافا أخرى أصبحت تمثل إرادة شعبية قوية وقوة على الأرض وقضية ذات أبعاد تجعلها الأبرز لأي حلول قادمة. إن العالم ليس بحاجة إلى ارسال رسائل عنترية كما يتصور البعض !! .. فالعالم يراقب الوضع عن كثب ولديه معلومات تفصيلية عن كل أطراف النزاع ولكنه يبحث عن حلول تضمن له مصالحه وأطراف قادرة على تحقيق السلام. المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل لشعب الجنوب سيتجاوز كل التحديات .. وإن مطالبنا كبيرة جدا وتحتاج وقت وجهدا وتنظيما للوصول إليها، وقد قطع المجلس شوطا كبيرا وهو اليوم تنظيميا وسياسيا أفضل من ذي قبل.. ولاندعي الكمال له ولكنه أفضل تجربة سياسية جنوبية تمر بها القضية الجنوبية.. وأنني أرى النجاح يواكب مسيرته السياسية وسينتصر الجنوب بإذن الله. قد لاتثمر المحادثات شيئا ولكن بالنسبة لنا فثمرتنا جاهزة. . اعتراف دولي بالمجلس الانتقالي كطرف يمثل قضية عادلة مهما كانت صفته .. فلأول مرة منذ انطلاق ثورتنا يكون لنا ممثل يكتب اسمه ويشار إليه في مباحثات الأممالمتحدة وأروقتها. والله لو أن الأمر بيد الاحتلال لمنعوه ولكن الأمر أصبح أكبر من أن يعرقلوه .. فالقاعدة الشعبية العريضة للانتقالي وعدالة قضيته وتمدده على الأرض جنوبا، وعمله التنظيمي في ظل امكانياته المحدودة أثبته المجلس من خلال مرونته وعقلانيته في التعامل مع جميع الأطراف والقضايا منذ تأسيسه . كل هذا أثبت للعالم أن هنالك دولة جنوبية على وشك العودة، وبطريقه يفهمها العالم ويتقبلها وأن هناك قيادة سياسية قادرة على أن تكون شريكا حقيقيا في أمن وسلامة المنطقة والمصالح الدولية المشتركة . المجلس الانتقالي لن يخذلكم.