لا استطيع وصف مقدار شعوري بالمنعة والقوة وأنا أرى صور فعالية شبوة يوم الخميس 20/9/2012م وهم يرفعون صور كل الرموز الجنوبية، بلا استثناء، خصوصا وأنني قبل أيام قليلة تناولت الحال البائس الذي نعيشه في الجنوب من خلال موضوع (أشباح من المستقبل) على صدر صفحات عدن الغد الغراء، وأشرت فيه إلى أن مشكلة أبناء الجنوب هي مع قيادات تعيش حالة مستفحلة من عدم القبول بالآخر وهي حالة أصعب من قضية وطن، لكن أبناء شبوة أعادوا الأمل إلى أن الشارع الجنوبي الذي فرض على قيادات جنوبية أن تخرج من مخابئها وترفع صوتها مطالبة بدولة الجنوب، هذا الشارع هو من سيفرض على هذه القيادات أن تتوحد وتتعلم القبول بالآخر. لا زلت أتذكر ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه إلى قرية (امقوز)، مسقط رأس الرئيس علي ناصر محمد في أوائل عام 2008م للمشاركة في تشييع جثمان ابن شقيقه، اخو الصديق العزيز منصور هادي ناصر، بعضنا ذهب ليؤدي واجب، لكن كثير منا أرادها رسالة تجسد معنى التصالح والتسامح، كان الحضور كثيفا وملفتا ومن كل مناطق ومحافظات الجنوب، أتذكر إننا تجاوزنا في طريقنا من عدن سيارة الأخ حسن البيشي ابن الضالع الذي سكنت جسده أكثر من (10) طلقات رصاص في أحداث1986م وكان معه الأخ ناصر علي النوبه، توقفنا للسلام عليهم ولسان حال كل منا يقول (هنا تجلت أروع صور التصالح والتسامح الجنوبي).
وإذا كان النوبة على رأس تظاهرة العسكريين في 7/7/2007م، فأن البيشي كان من طلائعها، أولئك الأفذاذ الذين نقلوا القضية الجنوبية من المنتديات وصدور الصحافة، وفي الطليعة منها الأيام التي نسيناها في زحمة الاستقطاب العصبوي، إلى الساحات والميادين حتى عمت كل الجنوب، وربما يتذكر الزملاء احمد عمر بن فريد وعلي هيثم الغريب تفاصيل أخرى أتمنى عليهم تناولها لإحياء روح الانطلاقة الجنوبية الموحدة.
لا يخجل احدنا من الإشارة إلى أن هناك لعنة أصابت الجنوب والجنوبيين، عفوية أم بفعل فاعل؟، لا اجزم، لكني اجزم أن قضية أبناء الجنوب أصبحت مع أنفسهم فهناك اهتزاز مخيف في ثقة الجنوبي بأخيه الجنوبي وهي حالة تذكرنا بقول الصديق العزيز الشاعر احمد ناصر جابر(الجابري):
الجابري قال جاني ماطري من كناني"1" لا حل له من كنان ذي كنت ظنه ضماني نا وبهمي"2" وضاني خسرت فيه الرهان وأمسيت في البرد والماطر هطيله هذاني"3" ولا لقيت الصوان أن كان خوفي يجي من حيث واكن أماني منين عاد الأمان؟ صدقت والله يا ابن الجابري، إذا كنا لا نأمن بعضنا بعضا فمتى نخيف الخصم.
شبوة العز بدأت من عتق مسيرة إعادة الاعتبار للجنوبيين فماذا نحن فاعلون؟، هل نعممها وننطلق أم سينبري من يؤدها وينقض عليها من عشاق المماحكات كما انقضون على وحدة الحراك الجنوبي؟، الكرة في ملعب شباب الميادين وعلى طاولات نخب الجنوب، أما المشاركون في مسيرة عتق فقد أوصلوا رسالتهم إذا كان هناك من أحياء يسمعونها.
ثقوا يا شباب مسيرة عتق انه لن يصح إلا الصحيح،بارك الله خطوتكم ولكم منا تحية إجلال وإكبار وانتم تغرسون غرسة في بستان الجنوب القادم. عدن 21/9/2012م هامش: الكنان: مكان الاحتماء من المطر البهم: صغير الماعز هذاني: بللني