لا املك حق الاعتراض على من يعترض على موقف آو شخص فالاعتراض سمة جنوبية بامتياز، اعتراض على الفيدرالية المشروطة، اعتراض على الاستقلال اعتراض على حق الآخر في أن يعترض، حالة اعتراض متفشية مثل الوباء لا يحكمها صواب الفكرة المعترض عليها وإنما شخص آو شخوص من قدمها وهي حالة تعيق خروجنا من الماضي إلى العصر، عصر التعدد والوحدة بين المتنوعات والقبول بالآخر. منذ سنين ونحن ندعو إلى وحدة الصف الجنوبي وحين ارتفع رجال إلى فوق الأحزاب، إلى مستوى الوطن وتخلت رموز عن التفرد وأرادت أن تكون جزء من المجموع اعترضنا عليها وجيشنا نفر من أبناءنا ليقفوا في بوابة مقر الإشهار وكأن هناك من يريد لدمائنا أن تسيل بأيدينا، ألا زال هناك عطشى لدماء الجنوبيين؟ على الرغم من أن أهداف التكتل لم تعلن بعد!!! وإذا قال احدهم بأننا نعترض على المضمون لا على الأشخاص فليفسر لي كيف نجيش على تكتل لم يعلن توجهاته بعد؟.
خطب جلل، مؤامرة خطيرة، تكتل مشبوه وغير ذلك من مفردات تم استدعاءها من الماضي الذي ينتقدونه من على نفس شاشة إطلاق هذه التهم وفي نفس الصحف التي ينتقدون فيها ماضينا الذي أوصلنا إلى حالنا المنهك.
أي سياسيون هؤلاء الذين يقدمون خدمة جليلة لورثة الرئيس صالح وأين الإيمان بمبدأ التصالح والتسامح الذي سطره أبناء الجنوب حين كان بعضنا متوار عن الأنظار أو يأكل مع الذيب؟ أغاب عن ذاكرتهم الضحلة أن علي عبدالله صالح استخدم كل أدوات الترغيب والترهيب، التي أدار بها الشمال 33عاما، محاولا شق الصف الجنوبي وإفشال مشروع التصالح والتسامح فلم يفلح، وهاهم اليوم يقدمونها للورثة على طبق من ذهب.
اسألوا شاعر الجنوب الكبير علي حسين البجيري من أين كان قادما حين قال قصيدته الأشهر ( لا عاد أبى الوحدة ولا نا وحدوي)، لقد كان قادما من رئاسة الجمهورية بعد أن كلفه صالح بالعمل على الإسهام في إسكات صوت الحراك، اسألوا حسن البيشي ابن الضالع الذي سكنت جسده (30) طلقة من رصاص الزمرة ثم التقيته في منزل الرئيس علي ناصر محمد في امقوز في عام 2008م، كان يومها بصحبة ناصر النوبة وهو من صحبه العسكريين الذين أطلقوا شرارة الحراك الجنوبي، اسألوا شلال علي شائع حين ذرف الدموع وهو معتلي منصة الخطابة في لودر ندما على طول جفوة الجنوبيين، اسألوا هشام وتمام باشراحيل واليابلي والسقاف، اسألوا هشام با شراحيل حين كان يرعى الحراك الجنوبي في بداياته أكثر من رعايته لباشا ومحمد وهاني هشام باشراحيل.
لقد كان التصالح والتسامح، وكان لجمعية ردفان الفضل الأكبر في أن يرى النور وأغلقت عقابا لها، كان ولازال أعظم انجاز جنوبي على الإطلاق ولا نريد لنفر من لا يقدرون قيمته وأهميته أن يذبحوه ويعيدونا إلى المربع الأول، وهذه مسؤولية الآباء الشرعيين لهذا الانجاز العظيم.
كما لا نريد لبلادنا أن تصبح ميدان صراع إقليمي من خلال تهم العمالة أو الإفتاء بأن العمالة لهذه الدولة حلال فيما العمالة للأخرى حرام كما كان حالنا مع الأمريكان والروس، نحن نحترم مصالح الآخرين طالما كان ذلك لا ينتقص من مصالح بلادنا وكفى.
اعتقد أن هناك من سيعترض على موضوعي هذا لأنه اشتمل على قدر قليل من كلمة اعتراض، قال المتنبي.
الدر في نوره الوهاج والحجر سيان إن حكمت في شأنه البقر ولا يعيب القوافي حين ننشدها إذ ليس تطرب من ألحانها الحمر علي نظم القوافي من مناهلها وما علي إذا لم تفهم البقر