الغضب الشعبي الجنوبي لا بُدَّ أن يُترجم على أرض الواقع و على الشعب الجنوبي تحقيق آمآله و آمآل شُهداؤه و المُطالبة باستعادة الدولة الجنوبية و عاصمتها الأبدية عدن. فنحنُ لدينا قضية عادلة أقرتها لنا الشرائع السماوية و القوانين الوضعية ما علينا سوى المُطالبة باستعادة دولتنا التي تمَّ احتوائها في العام 1994م بعد حرب ثلاثة أشهر اجتاحت قوات الإحتلال الزيدي الجنوب و نهبت كل شيء ب اسم الوحلة(الوحدة) التي تمَّ اغتيالها بالمهد و دفنها في الحرب إثر عدوانه على الجنوب معَ جحافل الأفغان العرب.
لن ننسى شُهداءنا و جرحانا و أسرآنا ما حيينا، إذاً فلترفعوا اللآفتات مكتوبة بجميع اللغات، فلتكتبوا عليها بريشتكم ثورتُنا ثورة تحرير و تقريرٌ للمصير و ليست من أجل الفُتات.
ثورتُنا لم تكن يوماً حقوقية، فنحنُ لم نعترف بالشرعدوانية (بالشرعية) البلسنية، المُهترئة الهزلية، ثورتُنا سياسية، تبحث عن مُستقبل دولتنا الضائعة التي ارتمت بحضن الماسونية الزيدية بما تُسمى الوحلة(الوحدة) اليمنية الميته.
ها هيَ اللحظة التاريخية الفارقة للإنتصار لقضيتنا العادلة، و لتذهب هشتاجات الإخونجية إلى وادٍ سحيق، لقد ضاقَ بنا الحال من وكلاء الإحتلال، و لا بُدَّ لنا من كسر القيود و الأغلال، وانتزاع ما هو لنا بالسلم أو بالقتال.
نحنُ المُخطئون حينما استقبلنا اللصوص في ديارنا و رفعنا من شأنهم و مكنّاهم من حُكمنا و السيطرة على منابع ثرواتنا، لا بُدَّ أن نصحوا من غفوتنا قبل أن يضيع حقنا و تتقاسمه عصابات الزيدية مع الشركات الدولية.
علينا البدء في العصيان المدني يليه الإحتجاج الشعبي و من ثمَّ اقتحام مقرآت اللصوص سلّمياً، دونَ أن نُطلق رصاصة واحدة،و من ثمَّ التوجه إلى قصر الدسائس قصر معاشيق حيثما الثقوب السوداء التي شفطت موارد الدولة و انتزعت روح الإقتصاد ليعود بالكارثة على المواطن المسكين الذي لا يجد قوت يومه.
إذا تمًّ مواجهتنا بالحديد و النار فقد جنوا على أنفسهم، عليهم أن يتذكروا بأن إرادة الشعوب لا تُقهر و إذا حاولوا مُجرد مُحاولة فقط سينالهم منّا ما لا يُرضيهم.
ستكون لنا الغلبة إن شآء الله لأننا الشعب الجبّار الذي لا يُهزم أبداً سنقتحم الصعاب و ندوسهم بالأقدام و لن نرحم أحداً حاولَ إعاقتنا، علينا تكبيلهم بالقيود و زجّهم في السجون و السيطرة على الأرض.
و من ثمَّ مُحاكمتهم مُحاكمة عادلة، فلتكُن ثورتُنا كالثورة الفرنسية في القرن التاسع عشر الميلادي ضد حاكمهم الأرستقراطي لويس السادس عشر و زوجته ماريا انطوانيت، رغمَ أنهم واجهوا ثورة الشعب بالأسلحة الثقيلة و الخفيفة و المتوسطة و لكنَّ الشعب انتصر لثورته.
على الشعب الجنوبي أن يستعيد روح الثورة الجنوبية و يغضب مرةً أُخرى ضد الماسونية الزيدية، ليحرق مُدجنيها من الجنوبيين الفاسدين الذينَ اقتنصوا الفُرصة لتدمير بقايا ذكريات الدولة،و تنفيذ وصية المخلوع الهالك عفاش في إعادة العاصمة عدن إلى قرية صغيرة تملؤها القاذورات و تعشقها الأمراض المُستعصية و يتكاثر بها البعوض و الذُباب الناقل للأمراض الخطيرة.
نعم هُنالك من يُنفذ وصيّته بالحرف في إعادة الجنوب و عاصمته عدن إلى مُستنقع و بؤرة موبوءة بالأمراض البيلوجية المُستفحلة و زراعة الجماعات التكفيرية المُنحلّة عقائدياً، التي تتستر بعمامة الدين الإسلامي الحنيف،و الدين بريءٌ منها كبراءة الذئب من دمِ النبي يوسف ابن النبي يعقوب عليهما السلام، و العمل أيضاً على طمس الهوية الجنوبية،عبر بث الروح في الوحلة(الوحدة)اليمنية الميته.
لكنهم لن يُفلحوا بإذن الله في تدمير حضارتنا و إرثنا التاريخي و طمس هويتنا، فلم يُفلح قبلهم مُعلّمهم المخلوع الهالك عفاش، رغمَ تمكنه من الجنوب أرضاً و إنساناً إلا أنهُ نال ما يستحق و تمَّ طرد مُعسكراته أشر طرده مهزومة مدحورة إلى غير رجعه.