لم يعد بمقدور الحكومة الشرعية تدارك الأمر والحيلولة دون خروج الوضع في المحافظات الجنوبية عن السيطرة فلقد تمادت كثيرآ تلك الحكومة في طغيانها ولم تستمع للنصح ولكل التحذيرات بسبب تهاونها وتخاذلها وعدم التحرك السريع والفعلي والجاد من خلال اجراء حزمة من الاصلاحات العاجلة والضرورية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه!! حيث أستمرت الحكومة في ركودها وسباتها العميق حتى بعد عودتها المباركة والمظفرة من بلد المهجر والاستقرار في أرض الوطن!! كنا نعتقد أن عودة الحكومة سيقربها أكثر من معرفة الاحتياجات والنواقص التي تهم مصلحة الموطن ولكن وآآه من كلمة لكن!! فمع وجودها زادت المعاناة وتدهورت الخدمات من دون أن نشاهد ردة الفعل لكل ما يجري!! حيث لم تأخذ حالة الاحتقان والغضب المتصاعد يومآ بعد يوم في الشارع بعين الاعتبار .. لقد تحمل المواطن وصبر كثيرآ لعل وعسى أن تتحسن الأوضاع وكان يمني النفس من الحكومة الموقرة أن ترد ولو القليل من الشكر والعرفان للشعب الجنوب البطل والمغوار الذي أستطاع من وقف التمدد الحوثي بالجنوب وكسر شوكته وإفشال مخططه الانقلابي الرامي إلى السيطرة على جميع المحافظات في الجمهورية اليمنية وفرض سياسة الأمر الواقع .. لقد فشلت الحكومة فشﻵ ذريعآ في الجنوب ولم تقدم الاحترام والتقدير لقوافل الشهداء واﻵف الجرحى الذين ضحوا لبقاء شرعيتهم المهدورة وتناسوا وضعهم السابق عندما أهانتهم مليشيات الحوثي ومسحت بكرامتهم الأرض من خلال فرض اﻹقامة الجبرية على الكثير من الوزراء ..افهكذا طريقة ومعاملة يتم رد الجميل لشعب الجنوب الأبي!! لقد ظل شعبنا في الجنوب يراقب عن كثب ما ستعملة الحكومة الشرعية فكانت الصدمة قاسية حيث انشغلت الحكومة بترتيب وضعها وتسابق وزرائها للظفر بما تطول إليه أياديهم القذرة ليتم العبث بموارد الدولة واستفحل الفساد بشكل كبير وسافر لا يقبله دين ولا منطق ولا يستوعبه عقل بشر!! لقد كان متوقعآ أن ينتفض الشعب وهو يشاهد العهر والسفاله والانحطاط الاخلاقي التي وصلت إليها حكومة الشر...عية ولم تعد تنفع التحركات الأخيرة للحكومة بعد خراب مالطا!! ومع التدهور الدراماتيكي للريال اليمني مقابل العملات الاجنبية سارع متأخرآ رئيس الجمهورية وكذلك رئيس الحكومة بن دغر بمعية علي محسن وحافظ معياد لعمل الحلول اللأزمة لوقف هذا التدهور فكيف لتلك الوجوه القبيحة والفاشلة تاريخيآ أن تصنع لنا مستقبﻵ مشرق!! لقد كانت القرارات الاخيرة والصارمة على حد زعمهم ليست سوى إبرة مخدرة الهدف منها ذر الرماد على العيون وامتصاص غضب الشارع حيث لم تقترب تلك القرارات أو تمس منظومة الفساد المستشري وادواته النجسه فلم تستغني عن الجيش الجرار من المستشارين لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والعشرات من وكلاء الوزارات ولم تعمل على إقالة الحكومة أو تقليص الوزراء والوزارات وتقليص السفراء وطواقم سفاراتنا في الخارج والتي ترهق وتستنزف الكثير من موازنة الدولة دون أن تقدم أي مساعدة للمواطن اليمني في تلك الدول!! أن القرار الصادر بشأن إعادة تصدير النفط والغاز للخارج الهدف منها إيهامنا واعطاء الامل لعودة الاوضاع لسابق عهدها .. ولتعلم أخي الكريم أن التصدير كان متوقف منذ ثورة الشباب 2011 ولم تكن الحكومة تعتمد على موارده ومع ذلك ظل الريال محافظآ وثابتآ عند 215 ريال للدولار واستمر هكذا لبضع سنوات فلماذا تدهور سريعآ خلال هذه الفترة القليلة الماضية؟؟!! هذا الهبوط ليس طبيعي البته ولكن هبوط متعمد مع سبق الاصرار وقد يكون ربما الغرض منه الضغط والابتزاز من اﻹمارات والسعودية على الحكومة ورئيس الجمهورية لتمرير بعض الأجندات الخاصة للتسوية السياسية خلال مفاوضات جنيف القادمة!! أذا كان فعلآ من أن الحكومة الشرعية تتعرض للضغوطات من التحالف العربي وبالذات اﻹمارات فلماذا السكوت والارتهان؟! ولماذا لا تكشف الحقيقة كي يعلم المواطن من الذي يسعى إلى قهره وأذلاله وتجويعه!! هنا مربط الفرس .. فكل من في الحكومة جبان وخائف على مصلحته الشخصية!! لذلك أقولها بصراحة لا نأمل بحكومة تنتصر ولو مرة واحدة للوطن والمواطن!! أن غياب الشفافية والمصداقية في العمل هي الداء المزمن والسبب وراء كل الأزمات التي في اليمن!!!