هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع بلا تزييف أو رتوش أو محاباة ، حقيقة أن التحالف العربي يقف اليوم ضد الجنوب وإرادة شعبه وليس معه بل يستخدمنا كاتباع لتحقيق مصلحته وأهدافه في الحرب وليس كما يروج له في الإعلام وفي قنواته الفضائية . فالتحالف الذي لا ينمّي ولا يدير ولا يدعم المناطق المحررة في الجنوب في أمنها وأمانها وقوتها المعيشي ويخذل أبنائها وهم من قدموا كل ما يملكون دفاعا عن التحالف وبالذات دفاعا عن السعودية لإسقاط المشروع الإيراني الحوثي وشكلوا خط الدفاع الأول عن الأمن الخليجي والإقليمي ككل والذي لو لم يكسروا شوكة الحوثة في عدن وبقية الجنوب وفضلوا الخنوع كبقية مناطق الشمال الأخرى لكان الحوثي اليوم ومعه مليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني يتصورون سيلفي في الرياض وأبوظبي ، ولكن للأسف ينسى التحالف السعودي الأماراتي كل هذه التضحيات من أبناء الجنوب بل ويقف هذا التحالف المذل مع أعداء الشعب الجنوبي بنشر الفوضى واللا أمن وسياسة التجويع والتركيع لأبناء الجنوب وتشجيع البلطجة وحكم المليشيات بدلا من الوقوف معهم ودعمهم ورد الجميل لهم ، وفضلوا أن يعبثوا بالجنوب بدلا من تنميته واستقراره كسياسة خبيثة وممنهجة لخدمة مصالحهم ومصالح حلفائهم من قوى ومراكز النفوذ الزيدية ، فالأمارات تدعم الفوضى والبلطجة وحكم العصابات والمليشيات وتمزيق النسيج الجنوبي في عدن وبقية الجنوب خدمة لأهدافها ومصالحها وأطماعها وخدمة لحليفها عفاش وابنه ، والسعودية تدعم إخوان اليمن "حزب الإصلاح" ليعبث ويخرب ويتلاعب حتى بمعونات أو مساعدات الإغاثة ومنع وصولها لشعب الجنوب وكأن هذا التحالف العربي للأسف يقول للجنوبيين ليس لكم جزاء إلا جزاء سنمار وجزاء العودة للوحدة مع صنعاء ونحن بالمقابل نقول له: "صبرا في مجال الموت صبرا " ، فاليوم لك وغدا عليك ولا تموت العرب إلا متوافية كما يقال وعلى الباغي تدور الدوائر . إن تحالفا كهذا هو تحالف خزي وعار ومذلة وهوان ولا يستحق منا كجنوبيين أن نقف معه بعد اليوم أو أن ننصره ، لأنه تحالف شر وخذلان وتكبر ، وهو تحالف عداء أكثر منه تحالف إخاء . فأي تحالف هذا الذي ننصره بدمائنا وأرواحنا كجنوبيين ويخذلنا في معيشتنا وأبسط حقوقنا ، وندافع عنه ونحمي أمنه وهو ينشر الفوضى في بلادنا أو يقف متفرجا عليها ويكتفي بالمشاهدة للوضع في الجنوب وهو ينهار كليا رويدا رويدا ، وضع تنهار فيه أمام عين التحالف كل المقومات والأسس للدولة والمجتمع الجنوبي ولا يحرك ساكنا ، ينهار الأمن والنظام والاقتصاد وينتشر الفساد وتعم الفوضى ويتمزق نسيجه الاجتماعي وتنهار عملته إلى مستوى ينذر بخطر عظيم ومع كل ذلك لا يأبه ذلكم التحالف السعودي الأماراتي بكل ذلك مع أنه قادر بجرة قلم أن يعيد التوازن وكل الأمور إلى نصابها ولكنه لا يفعل بل يتصرف وكأن الأمر لا يعنيه ، ونسي هذا التحالف أو لعله تناسى أنه المحتل للجنوب واليمن عموما بموجب البند السابع وفق القرار الأممي وأنه تقع عليه مسؤولية إدارة المناطق التي تخضع لسيطرته وتنميتها وتوفير الأمن والاستقرار لها وفق مبادئ الدين الإسلامي وقواعد الأخلاق والأعراف والإخاء والعروبة ووفق قواعد القانون الدولي . إن أول بوادر الرفض للتحالف العربي قد بدأت مؤشراتها في مسيرات ومظاهرات الغضب الشعبي في الشارع الجنوبي الذي استشعر الخطر من تدهور اقتصاده وغلاء الأسعار وانهيار عملته إلى مستويات تنذر باللا عودة إن لم يتدارك التحالف ذلك الأمر سريعا قبل أن يعض أصابع الندم على تفريطه وتجاهله لوضع الجنوب والذي وصل لبداية انفجار بركان غضب شعبي لن يرحم أحدا ولن يستثني أحدا أكان التحالف السعودي الأماراتي أو حكومة الشرعية الأحمرية ، بركان غضب ستصل حتما نيرانه إلى الأرض التي يقف عليها التحالف وأعوانه فتحرقهم جميعا اليوم أو غدا ، فلا يظن اؤلئك أنهم في مأمن من ذلكم الغضب الجنوبي الذي بدأ يرتفع ويتمدد وأدرك حقيقة ما يضمره التحالف السعودي الأماراتي من عداء تاريخي قديم للجنوب وشعبه والذي له جذوره وخلفياته الضاربة في عمق التاريخ . وبدأ اليوم يعلو الصوت الجنوبي الرافض للتحالف وتجسد في الشعارات التي رددها في مظاهرات الغضب الجنوبي مثل شعار "لا تحالف بعد اليوم ياجنوبي صح النوم" ، وشعار "بلا شكر بلا نيلة" وغيرها من الشعارات التي رددها الجنوبيون في أكثر مدن الجنوب وعلى صفحات الفضاء الإلكتروني . والجنوبيون بتلك الشعارات المنددة بكم أنما يدقون ناقوس الخطر ببابكم ياتحالف الخزي والعار ، فهل تعون ذلك ؟!
