اجزم أن عودة المياه إلى المجرى المتيبس للاشتراكي سيحرك المياه في الروافد الصغيرة لاستعادة قوى العمل الوطني روح الأمل واليقظة. أن مداوة أوجاع الحزب مهمة ملحة في الوقت الراهن فقد تلقى الاشتراكي ضربات متلاحقة كاد إن يفقد التعرف على البوصلة للحقيقة الوطنية ففي حساب المصلحة الوطنية حيث كان الحزب الاشتراكي خلال مدة طويلة القطب الذهبي للحركة الوطنية .
وإن رصيده كبير في العمل الوطني وتجربته حافلة تدفقت حركته من روافد الفصائل الوطنية التي أسهمت في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر وقاتلت الاستعمار في الجنوب ، ليس هناك حزب وطني الآن وفي المستقبل المنظور لملئ الفراغ بدلا عن الاشتراكي لأن جذوره الوطنية تمتد إلى أعماق التراب اليمني يمثل نموذجا في صدارة المشروع الوطني اكتسب تجارب عملية في قيادة النضال السلمي صانعا تحالفات سياسية كانت ومازالت تجربة نوعية في الجزيرة العربية لعب دورا بارزا في خضم ثورة الربيع العربي لم يكترث بالجوي وراء المحاصصة وتقاسم السلطة بل انحاز إلى حد كبير في تقديم مشاريع إنقاذية ومطالب شعبية في تسوية الموروث الثقيل المعيق لمشروع بناء الدولة المدنية ففي المشهد السياسي اليمني تساقطت الأوراق المناهضة للحكم الرشيد وتصادمت المشاريع الأيدلوجية وسقط مشروع التوريث أمام تعاظم المبادرات الوطنية ورصيدها الوطني المنبثق من حاضنة المد المدني الثائر حيث يحضر الاشتراكي بثقله الشعبي العريض في الوقت الذي تشهد تحالفات النظام السابق وقواه التقليدية صفعات موجعة لمعاداتها التحولات الجذرية نحو الانتقال السلمي للسلطة وبناء الدولة اليمنية الحديثة وفقا للأسس الوطنية.