الكل يتلكم , ولكل ينتقد , والكتاب والصحفيين يكتبون , واصحاب التاريخ يسجلون ويدونوا , والوزراء والرؤساء على الشاشة يتباهوا ويتظاهرون , والعالم يتفرج , بما في ذلك العرب , والشعب يتألم ويصيح بأعلاء صوته , ولا يزال هذا الظلم مستمر ونحن نطبل لثوراتنا التي لم ننسها وكل ما خلق الله جيل لم يراء ولن يسمع هذا الجيل سوى هذا الضجيج الاعلامي حول تلك الثورات وكأن تلك الثورات مخلدة إلى مالا نهاية أو أنها الثورات الوحيدة في العالم ولم تحدث قط غيرها في هذا الكون , أم اننا لا نعلم التغير الحتمي الذي هو مطلوب لواقع الشعوب اليوم , مع العلم اننا لم نستفيد منها سوى الكلام وحرية الشعارات الرنانة المزيفة والمزورة في بعض الاحيان وتخوين بعضنا البعض تارة , وإتهام بالعمالة تارتا أخرى , أمن معدوم , والقتل مستمر, ومداهمات , وسجون , وجوع , وفقر يلازمنا خلال هذه الفترة , (لا فائدة أن اردنا قول الحقيقة من تلك الثورات) , ولا مجيب , أكرر ولا مجيب . من صياحنا ومناشداتنا عشنا على هذا الوضع كل هذه السنين وعلى ما يبدو ان اولادنا سوف يعيشوا نفس العيشة التي عشناها , والسبب أن حكامنا هم نفس الحكام والشيوخ هم نفس الشيوخ وهم من يعمل على عدم تقدم البلاد والأفكار نفس الأفكار , لا يبدو في الأفق تغير لا في الانظمة ولا في رؤوس الفساد والمفسدين وحتى وإن تحررنا نحن الجنوبين لازالت الأفكار السابقة تعشعش في رؤوس المشعوذين من قادتنا وستصبح ثورة داخل ثورة وتصحيح داخل تصحيح هذا ما تعودنا عليه في كل المراحل , وعدم تفاهم القادة الجنوبين اليوم دليل على ما قلناة هذه حقيقة ولا مفر منها ان لم يلتفت الشباب ويغير مسار اللعبة كلها , - فهل راجعنا انفسنا بحق وحقيق يوما ماذا عملنا خلال هذه السنين لهذا الوطن في كل الدولتين الشمال والجنوب ؟ دولة عايشه على السحت والمساعدات الخارجية , والدولة الأخرى تستورد الكلام لشعبها , وهذه الدولتين , متساويتين في ألتأمر على بعضهم البعض من جهة وعلى رفاق دربهم النضالي من جهة أخرى , وقد رأينا وسمعنا الأحداث الأليمة الماضية وما هو حاصل اليوم أيضا – وهل قارننا منجزاتنا بمنجزات الأخرين في دول (الجوار )خلال هذه المدة ؟ وهل ضمائر ومشاعر من حكموا البلاد وخاصة من بقي منهم على قيد الحياه على ما يرام ؟ امور تستحق البحث والنقاش والمحاسبة على ما جرا ويجري اليوم على الأقل نبتعد عن الشعارات التي عفى عنها الزمن والتي لم نستفيد منها هل يمكن أن نصحوا يوما على شعارات التقدم والازدهار وننسى شعارات الماضي الجوفاء ؟ - الآن وقد فهم الشعب في الشطرين أن الحكام خلال هذه الفترة مفسدين , وخونة , وقتله , وهذه الثورات لم يستفاد منها , لابد من وقفه جاده في التغير الحقيقي , ولا مانع ان كل شعب يصحح مسارة في وطنه دون الاصرار على الآراء التي تسير بناء إلى المجهول اقصد بذلك – لا خطوط حمراء – ولا ثوابت – التي تعيق تقرير مصير ابناء الجنوب ..