من أوجه الفساد أن يتحول المسؤول إلى تاجر، كذلك يعد فساداً عندما يتحول التاجر إلى مسؤول ، كل هذا ظهر في يبدو لدينا جليا ، ومن صوره "حميد الأحمر" كأبن مسؤول كبير في الدولة عندما تحول إلى تاجر خلال فترة وجيزة من الزمن، والصورة الأخرى للفساد اليمني تحول الأستاذ "شوقي هائل" من تاجر إلى مسؤول في الآونة الأخيرة. ما ذكرته أعلاه معلوم لدى الجميع، لكن عندما نعرف أن التاجر المسؤول ، أو المسؤول التاجر بلغ به الجشع حد محاربة صغار التجار للقضاء عليهم والسعي بنا نحو أحتكارية بشعة تلتهم الأسواق ، تشبه إلى حد كبير الأقطاع ، رحم الله "كارل ماركس" الذي لطالما حذر من سيطرة رأس المال على أنظمة الحكم. أعتقد أنه من المهم معرفة الجميع بالواقع عندما يكون لدينا سلسلة صيدليات صغيرة تنتشر في كل المحافظات تعرف بأسم (عالم الصيدلة) ، وتملكها مجموعة شركات (هائل سعيد أنعم) التي يقف على رأسها "شوقي هائل" محافظ محافظة تعز ، تلك المحافظة التي كانت بحق منشأ كثير من أصحاب رأس المال الوطني (العصاميين) أي الذين يبنون تجاراتهم من الصفر ، بينما إمبراطورية محلات آيسكريم "باسكن روبنز" مملوكة للشيخ "حميد الأحمر" القيادي في حزب يحكم البلد من 1993م ، والهدف من هذه المشاريع التي تعد أقل من صغيرة هو القضاء على صغار المستثمرين الذين استثمروا رؤوس أموالهم في مشاريع مماثلة أو كما يطلق عليها البعض (مشروع العمر) ، فعلا أصبحت هذه المشاريع تنهي العمر في ضل مثل هذه المنافسة غير المتكافئة. وأحيانا جاءت صور هذا الجشع من مؤسسات رسمية ، فعلى سبيل المثال أنشئت المؤسسة الاقتصادية اليمنية سلسلة مخابز آلية ، قيل في فترات سابقة أنها لضبط السوق من حيث السعر ووزن رغيف العيش والروتي ، ولكن ما لمسناه أن أوزان وأسعار منتجات تلك الأفران الرسمية لا تختلف كثيرا عن الأسعار في باقي المخابز الخاصة ، بل أن كثير من المخابز المحترمة كانت أكثر انضباطا و التزاماً في معايير ومواصفات المواد الأستهلاكية من تلك التي نجدها في المخابز الرسمي. أخيرا أرى أنه من واجب "وزارة الصناعة والتجارة" واتحاد الغرف التجارية" في اليمن التدخل السريع و المسؤول لإيقاف هذا التمدد الجشع والوبائي، وأحب التنوية أن النماذج كثيرة على هذا الفساد وما ذكرناه هنا ليس للحصر وإنما على سبيل المثال.