من غير اللائق ولا اخلاقيا ان ينسى المرء الجميل الذي يصنعه الآخرين معه ولو كان الجميل صغيرا، ليس عتاب بل تساؤل افتتح به هذا الموضوع فكلما تذكرت صحيفة الأيام والدور الذي لعبته في سبيل الحق دون سواه واستعرض ما تعرضت لها هذه الصحيفة والجور الذي لحق بأسرة باشراحيل، نعم الأيام لم تقدم الجميل لشخص او لجماعة ما بل قدمت الجميل للجميع دون استثنا وقفت لنصرة المظلومين ناضلت في سبيل الحق وتعرية الفساد وفضح الجرائم والفساد وانتصرت طول فترة اصدارها للحق وللضعفاء وللشعب وللجنوب لقضية الجنوب وللحراك الجنوبي، كان آل باشراحيل كرما صادقون يقفون إلى جانب كل من وصلهم، المرحوم الفقيد المناضل هشام باشراحيل لا ينكر دوره الكبير إلا جاحد، من خلال ما قام به من جهود عظيمة في لملمة صفوف الحراك الجنوبي وكان داره مكانا للتوفيق وحل الخلافات بين قادة الحراك، في حين شكل منتدى الأيام مركزا ثقافيا وسياسيا إذ كان له الفضل في اثارة الكثير من القضايا السياسية والاجتماعية وغيرها وكان نقطة وصل بين الجميع إذ احتضن منتدى الأيام عشرات الندوات التي استضاف فيها كبار رجالات السياسة والعلم لمناقشة الكثير من اهم القضايا والخروج بآليات عمل وتصورات لمخارج الكثير من المشاكل، الدور الذي لعبته الأيام كان كبيرا إلى حد لا يمكن توقعه، عشرات الآلاف من القضايا وجدت طريقها إلى الحل واستعاد الالاف حقوق لهم كانت مسلوبة، بل ومثلت الأيام همزة الوصل بين الفقراء والميسورين بين المرضى ورجال الخير الذين اسهمت الأيام في ايجاد سبيل لعلاجهم والقضاء على معاناتهم، الأيام كان لها دور كبير في مساعدة الكثير من الشباب المبدعين الذين اغلقت كل الأبواب امامهم ووجدوا الأيام طريق لصعودهم وصقل مواهبهم، اليوم نعرف الكثير ممن كان للأيام الفضل في اضهارهم للآخرين ونالوا مراتب عليا عبر الأيام التي ابدت اهتمام بهم، اليوم اين أولئك من الأيام، ترى هل يكلفون انفسهم ولو عناء الزيارة لأسرة باشراحيل؟، وما الدور الذي قاموا به والذي يجب أن يقوموا به في مساندة الأيام والأنتصار لها مثلما انتصرت لنا، ان الخسائر التي تكبدتها وتتكبدها مؤسسة الأيام لخسائر طائلة وكبيرة وحتى اللحظة تدفع أسرة باشراحيل ضريبة انتصارها للمظلومين وللشعب وللجنوب، لكن اظن ان الألم الذي قد تحس به أسرة باشراحيل ليس لهكذا خسارة بقدر الألم الذي ربما تشعر به عندما لا تجد أولئك من كانوا تربطهم علاقة ود مع الأيام وكانوا لا يتوانون في التواصل مع ناشريها بالأمس وزيارتهم لتحقيق مصالحهم التي بانتهائها قطعوا علاقتهم بالأسرة ولم تعد الأيام تعنيهم بشيء مع انني على يقين كامل أن غالبية شعب الجنوب والشرفاء والأحرار لم ينسوا الأيام التي أصبحت بالنسبة للكثير واحدة من ثوابت الحياة والوطن، لكن السؤال الذي يبقى ماثلا امامنا هو ماذا باستطاعتنا تقديمه حتى تعود الأيام إلى سابق عهدها، وتستعيد مؤسسة الأيام كافة خسائرها؟ وفي الختام سأترك الاجابة على هذا السؤال للآخرين.. ودام الشرفاء الأوفياء.