تقرير / من وعد امان طفت إلى السطح أول قضية من قضايا الفساد كسرت حاجز التستر والتعتيم في قطاع الشباب والرياضة الغارق في الفساد حتى إذنيه, البعيد عن الشبهات بُعد المسافات التي يقطعها خارج الوطن سائحآ ويضع الرياضة مجرد جواز مرور من خلالها يغدو ويجيء متنقلا بالرياضة والفساد في حقائبه في حله وترحلاه. بينما هذا القطاع الحيوي يعيش في ركود ويخبو سطوعه وتألق نجومه في الداخل يوما بعد يوم حتى بات على وشك السقوط عند حافة الهاوية. ليست القضية الأولى قضية مخصصات وبدلات منتخب الناشئين ليست هي القضية الأولى التي ترتكب بل هي الأولى التي طفت للسطح وكشفت المستور في هذا القطاع ولن تكون الأخيرة لأن الفساد قد بانت عورته وما خفي كان أعظم. لقد برزت في الشارع الرياضي العديد من التساؤلات حول هذا الأمر في الوقت الذي لاذ القائمون على هذا القطاع بالصمت ولم يدلو بتصريح رسمي لتوضيح حيثيات وملابسات هذه القضية التي شغلت الجميع وأقلقت الوسط الرياضي على وجه التحديد،. لذلك حاولت (عدن الغد) استيضاح هذا الأمر من بعض المعنيين بالشأن الرياضي بعدن وأخذت آرائهم حول الفساد الذي ضرب إطنابه في قطاع الرياضة ورمى بظلاله على جوانبه المختلفة. الفساد ينخر قطاع الرياضة يقول رئيس إتحاد كرة القدم بعدن الأخ محمد حيدان السياري في تصريح خص به عدن الغد : "بالنسبة لقطاع الرياضة صار فيه الفساد طبيعي باعتباره جزء من مجتمع او قطاع من قطاعات أخرى مستشري فيها الفساد بشكل كبير ، وللأسف فإن هذا القطاع الحيوي ربما أصابه الداء واستشرى فيه الفساد المالي والإداري". واضاف حيدان: "علما بأن هناك قضايا فساد قد حدثت طيلة الفترات السابقة بعضها طفت للسطح وبعضها تم التعتيم عليها". واشار السياري في سياق تصريحه: "أن الفساد بشكل عام مثل المرض الخبيث مستشري في جميع المؤسسات والدوائر الحكومية مع اختلاف درجاته من مكان لآخر". شرخ كبير وصراعات متعمقة تجلى الفساد بأبشع صوره في تنصل بعض المسؤلين في الوزارة وإتحاد الكرة وتهربهم من المسؤولية الملقاة على عاتقهم والتقصير في أدائها وذلك خلال فترة معسكر المنتخب الوطني للناشئين في الخارج الذي راح ضحية ممارسات وخلافات وتقصير بل وفساد عدد من المسؤولين الذي طالب البعض بتشكيل لجنة للتحقيق معهم". ويكشف الصحفي العزي العصامي في صفحته على الفيسبوك جوانب من الممارسات الإدارية الخاطئة التي يمارسها بعض المسؤلين المتواجدين حاليا خارج الوطن وعمق الخلافات والصراعات التي نشبت فيما بينهم وهو الامر الذي يؤكد وجود إختلالات مرده الفساد في المقام الاول. ويقول العصامي: "ادركنا ان هناك شرخ كبير داخل المعسكر لمنتخب الناشئين و كان التخاطب مع المسؤلين صعبآ وخاصة مع حسن باشنفر نائب ئيس الإتحاد ومع حميد شيباني امين عام الإتحاد اللذان كانا يتهربان من ما نود طرحه عليهم ويتناسيان المسئولية التي تقع عليهما.. حيث يفترض بالمسئول ان يكون اكثر مرونة وسعة صدر (...)". وأضاف : "ولم يستجيبا للظهور للرد على أسئلة الشارع الرياضي ، وقد عرفنا ان هناك شرخ في العلاقة بين الرجلين انعكست بطبيعة الحال على المنتخب وانه مقدم على وضع صعب واخطاء كثيرة تتعلق بوجود المجموعة كاملة المحيطة بالمنتخب والصراعات التي تدور فيما بينهم .. لذلك اتمنى ان يتم تشكيل لجنة تحقيق نزيها في كل هذه القضايا". لا رقابة على الجوانب المالية وبالرغم من ان الفساد قد تغلغل في كل القطاعات في الجهاز الإداري للدولة بل وفي مختلف الاجهزة والمؤسسات ونخر مفاصل الدولة خلال سنوات مضت , وتصدرت قضايا الفساد العناوين البارزة للصحف والمواقع الإلكترونية وتناولتها بإسهاب العديد من الصفحات في شبكة التواصل الاجتماعي ، إلا ان احدا لم يتطرق للفساد في قطاع الشباب والرياضة رغم ان كان ولازال مستشريا فيه حتى النخاع إلى ان تكشفت قضية إختلاس المخصصات المالية لمنتخب الناشئين مؤخرا فكسرت حاجز التستر والتعتيم وربما ايضا الخوف الذي كان ينتاب بعض الإعلام والعاملين في هذا القطاع. من جانبه وفي حديث خاص لعدن الغد يقول رئيس نادي التلال الرياضي الأستاذ عارف يريمي: "في الحقيقة الفساد موجود في كل وزارات الحكومة ووزارة الشباب والرياضة واحدة من هذه الوزارات ، أمور كثيرة وإجراءات إدارية ومالية تتم ولا نعلم الأسس التي يتم على ضوئها الصرف ونحن كرؤساء اندية رياضية ليس لدينا اي علم بالكيفية آلية التي يتم إتباعها من قبل القائمين على صندوق النشىء". وأضاف اليريمي : "تساؤلات كثيرة تبرز امامنا ، مثلا هل هناك مساواة في الصرف لجميع الأندية او وفقا للأهواء ، هل هناك آلية واضحة ومواعيد تابثة للصرف ، والسؤال الأكثر أهمية وإلحاحا ، هل هناك رقابة على الصرف والأمور المالية بشكل عام؟". وتابع : "الفساد موجود في هذا القطاع الحيوي الهام وهو ليس في الجانب المالي فحسب بل وفي الجانب الإداري إبتداءاً من اختيار اللاعبين في المنتخبات وانتهاء بحقوق الأندية". أندية عدن تتحدى الظروف وأوضح اليريمي أنه : "وبالرغم مما تعانيه اندية عدن من صعوبات ومشاكل مالية وتجاهل الجهات المعنية بالشأن الرياضي لأوضاعها المتردية ، فإن هذه الاندية التي لها تاريخ عريق تأبى إلا ان تتحدى كل هذه الظروف وتستمر في الحفاظ على ديمومة الأنشطة الرياضية وعدم توقفها". ولفت : "في الحقيقة نلمس أحيانا بوادر حسن نية من قبل الوزارة لمساعدة الاندية ولكن للأسف عدم المصداقية و الشفافية في التعامل مع الانديه هي المشكلة". وأختتم حديثه بالقول : "تخيل لجنة فنية يوكل لها مهام إصدار القرارات الهامة في الوزارة لا يوجد فيها الدكتور عزام خليفة ، اي لجنة فنيه هذه ، لجنة فنية تتخذ قرارات مهمة لايوجد بها كادر فني علمي مثل الدكتور عزام ، هذا هو الفساد بعينه" حد قوله . قضية أثارت الوسط الرياضي قضية واحدة طفت إلى السطح فتحت شهية الكثير من الصحفيين والكتاب الرياضيين الذين وجدوا الفرصة أتيحت لهم لطرق باب الفساد المتعاظم في هذا القطاع الرياضي ، ولن تهدأ الاقلام للكتابة عن الفساد حتى إنهاء فصوله وصراعات رؤوسه الكبيرة وربما تكون هذه القضية شبيها بالقضية التي انهت الحرب الباردة بمجرد هبوط طائرة الشاب الألماني ماتياس روست في الساحة الحمراء عام 1987م وبعدها تم إقالة العديد من الوزراء والجنرالات والقادة. ترى بمن ستعصف رياح التغيير بالوزارة ام بالاتحاد ؟