تمر الايام والشهور والسنين والساحة اليمنية تعيش حالة أزمات الحكومة والحقائب الوزارية ومنذ حكومة رجل الدولة المخضرم المهندس حيدر العطاس الغني عن التعبير الذي لم يحالفه الحظ آنذاك لأسباب منها نظام صنعاء المتخلف الذي يعمل على تفصيل الحكومات كما يشاء وليس كما يريد الشعب،ذلك النظام الذي كان وحتى لايزال في حكومة بن دغر،حكومات تلو الحكومات وحدث ولاحرج في هذا القبيل،حكومات تدار بالريموت،حكومة طغى عليها الطابع الحزبي والمحاصصة،وليس للشعب ومن أجله،بدليل ماوصلت اليه الساحة اليمنية،الى هذا الواقع والمستقبل المجهول،فهي حكومات نداولها بين الشعب، حكومة المهندس معين التي تأتي في ظل ظروف ومنعطفات صعبة وخطيرة،هناك انهيار العملة المحلية وانتشار الفقر والمرض وتردي الخدمات في كل الجوانب،ووضع سياسي معقد وحرب مستمرة،وتلك تحديات أمام مفترق طرق،إما القادم يكون إصلاح جزء من تلك الصعوبات ليصلح معها حال البلاد والعباد أو كلها،أو استمرار النهج ومزيد من التعقيدات كما كان في عهد حكومة بن دغر،وحقيقة هذه تحديات صعبة أمام حكومة معين،الذي نسأل الله أن يعينه على تلك التحديات والتغلب عليها،ونتمنى أن تكون العواقب سليمة، وانطلاقا مما أشرت اليه سلفا خطر على بالي سؤالا يتطلب الإجابة..هل الخلل بالحكومات نفسها أو القيادات التي تحمل الثقة في إدارة الحكومة..أم أن المسالة هي تتعلق بالنظام القائم بالبلد..أو الشرعية نفسها؟ بالنسبة لي ووفق رأيي ومتابعتي لمجريات الأحداث أستطيع أن اجزم بالقول أن عملية الخلل ليست بالحكومات،ولكن كما ارى بطبيعة النظام القائم بالبلد،وضعف المنظومة وغياب القانون،وبسبب الهيمنة الحزبية الفاشلة على مفاصل الدولة وهذه مشكلة بحد ذاتها،ولو أردنا الخروج من هذا المربع السيء،يتطلب في الوقت الحالي إيجاد حكومات مستقلة تعمل لصالح الشعب وإدارة شؤونه ومصالحه بإتقان،والحكمة تقول ليس هناك حكومة تستطيع ان تحتفظ باستقامتها الا اذا كانت تحت سيطرة الشعب وليس بالمحاصصة الحزبية التي أثبتت فشلها وصارت تجربة فاشلة يشمت فيها الصغير والكبير،كوننا في ظروف صعبة وحساسة نحناج الى حكومة مستقلة بشكل كامل،كما يتطلب ترجيح مصلحة الشعب والوطن فوق كل مصالح شخصية وحربية،والعبر كثير لمن أراد أن يتعظ، فاتقوا الله يامن بيدكم صناعة القرار ومفاتيح الحل،فما وصل اليه حال البلاد والعباد امر لايستحق الجدال،فالأمور بلغت ذروتها والصبر له حدود، ونتطلع بأمل كبير في رئيس الحكومة المهندس معين بأن يفعل شيء،ولا يسلك الطريق الذي سلكته الحكومات السابقة التي أنتجت تجارب فاشلة على ارض الواقع،ونأمل من الحكومة بقيادة معين أن تقف وبكل مصداقية ومسؤولية مع الشعب،بالتقييم الصحيح على الواقع الذي يحدث في الساحة اليمنية ومنه الواقع الذي نعيشه على الساحة الجنوبية المحررة،وأن يضعوا الشعب الجنوبي وقضيته العادلة ضمن أولوياتهم والشعب في الشمال المغلوب على أمره،والعمل الجاد انطلاقا من هذا الواقع المؤلم،بتحقيق عمل إيجابي ملموس بروح المسؤولية،والبحث عن معالجات صائبة وحكيمة،وهنا بكل تأكيد ستجد الحكومة مفاتيح الحلول للخروج من هذه الأزمة والحرب الدائرة التي طال أمدها،بأن يكون اول مفتاح الحلول بدولة مؤسسات في الجنوب،والله يعين ياحكومة معين،