هاهو ال29 من اكتوبر يطل علينا معلنا دوران سنة كاملة كبيسة على رحيلك يا أخي وصديقي ورفيق دربي : قاسم حيدرة دوفان .. مرت سنة مليئة بك ' مليئة بذكراك في كل لحظة وحين ' فما ان تحط عيني على شيء من متعلقاتي إلا وارتسمت من بين ثناياه صورتك وما ان تستمع أذني لحديث عن حدث ما إلا وسرت فيه ضحكتك.. وحضر صوتك الجهوري يهز أرجاء المكان ويحدثني.. وما ان تطأ قدمي مكانا ما زرناه معا أو دربا ما سرناه معا ; وما أكثر الأماكن والدروب التي سرناها معا ; إلا وتحسست فيه كتفك يلامس كتفي كي نمضي معا.. مرت سنة أحدثك فيها كل يوم واستمع إليك فيها كل يوم وأذكرك كل يوم بلا ملل ولا كلل فمثلما كنت ; ومن يعرفك يعرف ذلك ; شخصا لا يمل فأنت هاهنا بعد رحيلك خيالا وذكرى لا تمل.. ذكرى لا تملك إلا ان تبتسم لها وترفع رأسك للحياة وللسماء وتحث الخطى وتمضي قدما محدثا نفسك : لقد مثل قاسم دوفان الحياة بحد ذاتها واختصرها في شخصه الكريم والجميل ..فقد كان من الأشخاص الذين يبتسمون ويرفعون رؤوسهم للحياة وللسماء ويحثون الخطى ويمضون قدما فحسب.. وهاهو قد مضى فجأة وحسب في حادث مروري توفي على اثره دون مقدمات او اشارات تعلمنا نحن محبيه بأنه سيغادرنا ويرحل.. لقد مضى فحسب.. حتى اني دائما ما احدث نفسي واقول انه قبل رحيلك يا صديقي كان ينبغي عليك ان تقول لي شيء لم تقله ..أو كان ينبغي علي ان اقول لك شيء لم أقله وبالرغم من صحبتنا الطويلة والعريضة واحاديثنا الكثيرة والكثيرة الا انك من الاشخاص الذين مهما تحادثت معهم وتحادثت.. ما زلت اشعر انه لديك مالم تقله لي بعد.. او لدي مالم أقله لك بعد !.. ففاقة الحديث معك والاستماع اليك لا تدانيها فاقة.. واني هنا وحيدا بعدك أنا وفاقتي للحديث معك أفتش عنك والومك واقول : ربما كان ينبغي عليك ان تقول لي شيء لم تقله بعد ..قبل ان ترحل.. فمثلك لا ينبغي له ان يرحل دون وداع ومثلي لا ينبغي له ان يمكث دونك بدون حزن وألم لفراقك.. مرت سنة يا صديقي العزيز ارجو ان تعذرني فيها لأن قدمي لم تستطع ان تعدي عتبة دارك ..فمازالت مشاعري مشاعر فقدك الطرية لا تقوى على دخول دارك دون ان تجدك ولا تمتلك شجاعة النظر في عين امك دون ان تراك وتستذكر فتنهمر الدموع ..فبمجرد تذكري مشهد زيارة منزلك ولقاء امك تنهمر دموعي دون ان أشعر.. لذا اعذرني لعدم زيارتي منزلك خلال السنة الاولى على رحيلك ..فربما قد ربما استجمع قواي وكل مشاعري وأزور منزلك وأهل منزلك في بداية أو وسط هذه السنة الثانية على رحيلك..وهذا دين علي ان أؤديه لقاسم ولأم قاسم ولأولاد قاسم.. اخيرا في ذكرى رحيلك الأولى يا صديقي العزيز سنضيئ شمعة لذكراك وسنطفئ شمعة اخرى من عمرنا أنا وكل محبيك وسندعو الله لك ان يحسن إليك ويعفو عنك ويرحمك.. انه سميع الدعاء وبالإجابة جدير .