إلى متى سيستمر الظلم واﻹجحاف بحق الكثيرين ممن تبقى من الثوار والمناضلين اﻷبطال الذين قادوا الثورة ضد اﻷستعمار البريطاني!! هذه الكوكبة من خيرة الرجال اﻷوفياء الذين خاضوا أشرف المعارك وسطروا بتضحياتهم الخالدة تأريخ اليمن المعاصر!! كيف لنا أن نتقبل هذه المعاملة وهذا التهميش المتعمد لفئة المناضلين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن ينعم أجيالنا القادمة بالاستقلال والحرية والحياة الكريمة!! في الدول المتحضرة [الكافرة طبعآ] والتي تقدر التضحيات الجسام للثوار وقادة ثورة التحرير في بلدانهم، حيث تولي جل إهتمامها ورعايتها لهذا الرعيل الذي يفتخر به الوطن وكل أفراد المجتمع فيحظوا بكل الحب واﻷحترام والتقدير الكبير والعالي من كبار قادة الدولة لمعرفتهم الحقة والصادقة بدورهم الجبار والعظيم للتطور واﻷزدهار التي وصلت إليه بلدانهم!! بينما في دولنا المسلمة نقابلهم بكل جحود ونكران للمعروف والجميل لذلك ما علينا منهم ولا يجوز تقليدنا اﻷعمى للكفار قبحهم الله!! في اليمن حدث ولا حرج فالمناضلين اﻷحياء يعانون أشد المعاناة فهم لم ينالوا ولو القليل من التقدير المستحق والكثيرين منهم أصبحوا في طي الاهمال والنسيان بسبب ظلم ممن تقلدوا المناصب العليا وحكموا البلاد بعد الاستقلال فنسوا بكل وقاحة ولؤم رفاق دربهم النضالي وتناسوا رفاق الكفاح المسلح!! تلك العقليات المريضة أختزلت الثورة وتاريخها الناصع بهم ولا أحدآ سواهم!! لذلك عمدوا مع سبق اﻷصرار على تهميش اﻵخرين وقاموا بتزييف الحقائق وزوروا كتابة التاريخ فإين أصبحوا بعد ذلك؟! أنهم اﻵن مشردين في كل بقاع العالم يبيعون ويشترون بالوطن لمن يدفع أكثر!! ومع تعاقب الحكومات لم نشاهد أي حكومة تنتصر للمناضلين الشرفاء وحقوقهم المهضومة من خلال رد أعتبارهم وإنصافهم اﻹنصاف العادل الذي يستحقونه وكذلك لم تعمل على تحسين المستوى المعيشي لهم!! فالرواتب الحقيرة والزهيدة التي يستلمونها لا تسمن من جوع ولا تآمنهم من غدر البشر!! أيعقل أن تصرف لهم 18000 ريال كل ثلاثة أشهر وحاليآ تصرف لهم كل ستة أشهر!! أي قلوب قاسية وأي ضمائر يمتلكها القائمين على شؤون المناضلين!! أليس بفضل من الله ثم تضحياتهم ما كان لكم أن تنعموا بهذه المناصب الزائلة!! أن الكثير من الثوار ومناضلين حرب التحرير توفاهم اﻷجل ورحلوا بهدوء عن دنيانا الفانية، رحلوا وفي قلوبهم غصة من اﻵلم ويشتكون من جور وفجور بعض من نطلق عليهم بشر!! بينما من تبقى منهم على قيد الحياة وصلوا إلى أرذل العمر وبدون أن تلتفت لهم حكومة العار والجحود فالكثير مصاب بأمراض مزمنة وخطيرة كالقلب والسكر والضغط وهذه اﻷمراض علاجها يحتاج إلى مبالغ كبيرة لايمتلكونها!! فالملايين يلعب بها المرتزقة قراصنة البر وسفهاء اليمن الله لا غفر لهم!! أقول لهؤلاء الظلمة أن الظلم ظلمات يوم القيامة فماذا أعددتم لهذا اليوم!! أخيرآ.... هناك مقولة مشهورة تقول : (( أن قيام الثورة في أي بلد يخطط لها العباقرة..وينفذها ويقودها الشجعان ..ويحكم البلد بعد ذلك اﻷنذال)).. هل هذه العبارة صحيحة؟! أترك لحضراتكم حرية اﻹجابة!!!