مازال ملف الجرحى شائك وصعب ويعود للواجهة بين كل فترة، ومع كل التقارير الرومانسية التي تصدر عن الاهتمام الكامل بالجرحى، يشكو الكثير منهم الاهمال المستمر وعدم الرعاية. اخرها كان الاسبوع الماضي نظم فيها الجرحى وقفة احتجاجية امام مستشفى البريهي في عدن.
طالب جرحى الحرب في العاصمة عدن والمحافظات المحررة، كافة المعنيين بإعادة النظر في إدارة الملف المتعلق بهم، يأتي ذلك للحصول على ضمان كامل من ان يتم تقديم الاهتمام والرعاية المستمرة للجرحى الذين ضحوا بأنفسهم وصحتهم وتركوا خلفهم ابنائهم واسرهم للقتال في جبهات الحرب المختلفة .
-مناشدة الجرحى للاهتمام بهم باسرع وقت:
وناشد الجرحى خلال الوقفة احتجاجية -كلا من الشرعية والتحالف العربي ومركز الملك سلمان بضرورة الاهتمام بهم بأسرع ما يمكن، داعين الى عدم التهاون مع جميع القائمين على ملف الجرحى.
-تلاعب في ملف الجرحى.
و عبر الجرحى وذويهم عن استيائهم التام من كل من يتلاعب بملف الجرحى، واللا انسانية في التعامل مع ملفهم المه غير آبهين بمعاناتهم والاضرار التي تنتج عن سوء الخدمات الصحية المقدمة لهم في عدد من المستشفيات.
وأكد الجرحى وذويهم على تمسكهم الصريح بالدكتورة زينب القيسي لتواصل عملها وتنفيذ مهامها في تقديم الخدمة والرعاية للجرحى.
ومن جهتها ناشدت الدكتورة زينب القيسي نيابة عن جميع الجرحى في اليمن كل الجهات المعنية ان تعيد توحيد حسابات جرحى الحرب وان توقف الاختلاسات التي تحدث. وكذلك الفساد المالي الذي يرافق إدارة ملف الجرحى.
وكشفت القيسي: عن ان هناك عصابات تتلاعب في ملف الجرحى دون ان يتم ايقافها عند حدها، وكذلك بعض القائمين على الملف الحساس.
وأبدت القيسي استعدادها التام لكشف تلك العصابات المتواجدة في العاصمة السعودية الرياض كلا بإسمه.
شكوى احد الجرحى.
وفي السياق اشتكى الجريح "ص.ق.م" من الاهمال الذي، يتعرض له الجرحى والامبالاة و عدم وجود اهتمام حقيقي بالجرحى في المستشفى.
واوضح معانته من تهشم في عظام الرجل وتلف في الأعصاب. وذلك حيث يتواجد في مستشفى البريهي منذ اكثر من 5 أيام،دون اي مراعاة او اكثرات بحالته الصحية، حد وصفه.
-التلاعب بملف الجرحى وطالب منصور سيف مثنى المسؤول عن ملف الشهداء والجرحى في محافظة لحج، جميع الجهات المعنية بالأمر ان تعيد النظر في بعض القرارات الخاصة التي تصدرها بخصوص ملف الجرحى. ولضرورة التصدي لكل من يتورط تلاعبه بملف الجرحى.
وضرب مثنى مثلا يصف به التلاعب الذي يحدث قائلا: على سبيل المثال يحدث ان يكون هناك جريح والمبلغ المحتاج لعلاجه 50 ألف ريال فقط، ويتم علاجه بمبلغ خيالي قد يصل لنحو أربعة آلاف دولار.
وتحدث اخ لأحد الجرحى قائلا: تعرض اخي لإصابة بالغة اثناء مشاركته خلال الحرب في جبهة محافظة الحديدة في منطقة كيلو 16 إثر احتراق العربة العسكرية التي كان على متنها. واصيب جسده بالعديد من الشظايا. تعرض لأثر ذلك بإصابة بنزيف حاد في دماغه. قمنا بنقله إلى المستشفى وعقب ثلاثة أيام أبلغوه الأطباء بأنه تم استكمال علاجه ومغادرة المستشفى.
وتابع: أن اخيه حالياً في المنزل ولا يستطيع الحركة، وعند إعادته إلى المستشفى مرة أخرى، أبلغوه الأطباء بأن هذا كل ما يستطيعون تقديمه له من خدمات صحية، وبإمكانه السفر إلى الخارج لاستكمال علاجه، وحذر مسؤولي الشرعية من ثورة أخرى ضدهم في حال عدم القيام بواجباتهم تجاه الجرحى.
من جهتهم ناشد الجرحى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ومركز الملك سلمان، بضرورة وضع حد لكل من يثبت تورطه في إهمال أوضاع جرحى الحرب بالمستشفيات. ولضرورة الاهتمام بالجرحى الذين قدموا كل شيء لخدمة الوطن وهذا اقل ما يمكن تقديمه لهم لرد الجميل وعرفان لتضحياتهم الباسلة.
جميعنا يعلم التكلفة الباهظة للحرب وما نتج عنها من ضحايا، ولا أحد ينكر الاهتمام الذي ناله بعض الجرحى، الا ان الاهتمام يجب ان يطال جميعهم كون البعض مازال حتى الان يتألم مطالبا باقل حق من حقوقه كونه خسر كثيرا ولم يعد بمقدوره التحمل اكثر. لايعقل ان يخسر الانسان عافيته وصحته وماله لاجل وطنه ويقف وطنه والقائمين عليه عاجزين عن تقديم الرعاية له.