نعم هكذا أردتموها وهذا ما رغبتم بهِا " الموت للشعب لا غير , فمن ينج من قذائف الحقد والكراهية " لم ينج من الجوع وغلاء رغيف الخبز . ففي الواحد والعشرين من أغسطس خرجتم في مسيرات بعد ان قمتم باستعطاف المواطن المسكين بابتساماتكم المزيفة , مبطنين حقد جملٍ للإسلام والمسلمين في صدوركم , رافعين شعاراتٍ مظللة ( كإسقاط الجرعة ) التي أقرتها حكومة رئيس الوزراء ( باسندوة ) ان ذاك ‘ وما هذا إلا عذر أقبح من صاحبهِ , منددين بنفس الوقت بالعدوان الصهيوني في قطاع غزة " ليس تعاطفا مع القضية الفلسطينية كما تدعون , وإنما لتٌظهروا بابتساماتكم وخطاباتكم لكل من تعاطف معكم وخرج لصفكم بأنكم للدين دعاة " وللشعب حماة " وللوطن رعاة , مخفين خططكم في جيوبكم حتى تحين ساعة الصفر التي رسمها لكم أسيادكم ( الفرس ) . فتمر الأيام لتكشف نواياكم وتفضح خططكم يوما تلوَ الاخر , فما كان بالأمس مشروعاً وطني أصبح اليوم مرسوماً طائفي ‘ مذهبي ‘ فارسيٌ لعين . نعم ! لم تكتفوا عند هذا الحد , وإنما تماديتم على شعبٌ عظيم ويمنٌ كريم بانقلاب همجي على مقدرات الدولة ومخرجات الحوار الوطني " وحكومة السلم والشراكة " وقرار مجلس الأممالمتحدة ( 2216 ) , والدولة المدنية الاتحادية التي خرج الشعب من أجلها شمالاَ وجنوباَ في أحداث ثورة التغيير الحادي عشر من شهر فبراير ألفان وأحدى عشر للميلاد بعد أن تجرعوا المُر في حُكمٌ دكتاتوري طال لمدة ثلاثة عقود , متناسين دماء زكية سفكت " متجاهلين أرواحٍ صادقة زهقت , وما قدمه ثوار التغيير من غالٍ ونفيس في سبيل دولةٍ مدنيةٍ حديثة يسودها العدل ويحكمها القانون , وما يحلم بهِ كل يمنيٍ شريف جعلَ شعارهُ ومبدأ حياته " هيهات والذلة ... وهناء بدت نواياكم ومخططاتكم تظهر أمام العالم بأسره , فتمردتم ونهبتم , وقمتم بخطف كل من تكلم وعارضكم , وقتل كل من وقف ضدكم , دمرتم دور القراّن ومساجد الرحمن , فهنا أمَهاتٌ قد أُرملت بطفلٌ قد يتما " وهذهِ عذراءٌ قد اُغُتُصِبت , وهذان والدان فقدا فلذات أكبادهما " وتلك أسرة قد باتت بلا مأوى بعد أن دمرَت منزلهم إحدى قذائفكم , لتسطروا أبشع جرائم التاريخ على مر الدهور , في محاولةٍ بائسة لاستعباد شعبٌ عنيد عرفَ نفسهُ حراً أبياً من ذو زمن الجدود , ليقولوا لكم بلسانٍ عربي وعزيمة يمني كفى ويكفي , فنحنُ شعبٌ جعل شعارهُ " هيهات والذلة " ليقتدي بقول المتنبي في الشطر الثاني من شعرهِ _ وموت الفتى بالسيف أعلا وأفخرُ .