تظاهرتان حاشدتان بجماهير غفيرة نظمهما الحراك الثوري الجنوبي يوم السبت الثامن من ديسمبر في مدينة كريتر بالعاصمة عدن وفي مدينة سيئون بمحافظة حضرموت شارك فيهما آلاف المواطنين على اختلاف أطيافهم الاجتماعية والثقافية والعمالية والشبابية بحضور باهر للمرأة العدنية والحضرمية يمثل رسالة واضحة للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي مفادها أن الجنوبيين ضاقوا من تواجد التحالف بارضهم وعيثه نهبا لمواردهم ومقدرات بلادهم وإعاقة النهوض باوضاعهم التي تزداد تدهورا ومأساوية وكلها أزمات افتعلها ذلك المحتل المتعدد الجنسيات ومعه اليمني وقد كشفت المرحلة ماتحمله أجندتهم المقيتة من أطماع خبيثة بالأرض والثروات والموانئ والجزر والمطارات واقحام شبابه في حروب خارج أرضهم تمثل محرقة لا ناقة لهم فيها ولا جمل . أن تظاهرتي مدينة كريتر بالعاصمة عدن قلب الجنوب النابض وحاضرته الباسلة ومدينة سيئون الخير والحضارة قد وجهتا رسائل مهمة للداخل والخارج مفادها أن تجاوز القضية الجنوبية في اية مفاوضات بشأن التسوية المحتملة للأزمة اليمنية يشكل لهوا سياسيا عبثيا مصيره الفشل الذريع لاسيما وأن الآلاف المتظاهرين قد دعوا الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى احترام إرادة الشعب الجنوبي وخياره في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة حرة مستقلة كاملة السيادة على ترابها الوطني بحدود قبل 22مايو1990 م وأن الجنوبيين لن يرتضوا بغير ذلك الهدف العظيم بديلا الذي قدموا في سبيله ومن أجله قوافل من الشهداء والجرحى على درب الحرية . وندد المتظاهرون بشدة بما يجرى في السويد من مفاوضات بين طرفي الصراع اليمني الدامي بمباركة اممية تمثل التفافا على مقررات سابقة لمجلس الأمن اعتبرت الحراك الجنوبي ممثلا شرعيا للجنوبيين وحاملا لقضيتهم العادلة وهاهي قوى الاحتلال اليمني والمتعدد الجنسيات تحاول اليوم يائسة الت0مر على الجنوبيين باقصائهم من المفاوضات المتعلقة بالأزمة اليمنية لاسيما وأن القضية الجنوبية تشكل القضية الأساس وبدون حلها وفقا للإرادة الجنوبية الحرة والإجماع الجنوبي فلن ينعم اليمن والاقليم بالأمن والسلام والاستقرار وستظل بؤرة ساخنة لأزمات متفاقمة امتدادها على امتداد الإقليم بأسره وتلك هي الحقيقة التي يحاول طرفي الصراع اليمني ومعهم التحالف العربي دفنها تحت الرماد وتظليل المجتمع الدولي بقدرتهم على إجهاضها في مرحلة أصبحت فيها القضية الجنوبية تمثل إرادة شعب ومصير وطن عصي على أية قوة أو جهات أن تخرجها من أية معادلة سياسية قادمة لأنها تمثل رقما صعبا في كل المعادلات وتتعرض اليوم لمؤامرات خطيرة وتواجه تحديات جمة تضع الجنوبيين بكل قواهم السياسية أمام اختبار صعب يكون فيها الجنوب مستقلا حرا ذات سيادة أو لا يكون . لعل ابرز رسالة وجهها الحراك الثوري الجنوبي من خلال تظاهرتي عدنوسيئون الكبرى التي أبرزت قدراته الفائقة على حشد وتنظيم الجماهير ونزولها الى الشارع بإرادة حرة شجاعة كاسرة كل حواجز الترهيب والخوف والضغط المفرط . ودقت ناقوس الخطر أمام مسمع الجميع بأن الجنوبيين بكل مكوناتهم وقواهم السياسية اليوم أمام مفترق الطرق في ظل المؤامرات المحدقة بالجنوب تضع على عاتقهم واجبا مقدسا لتحمل المسؤولية والترفع عن الصغائر ورفض الاملاءات والوصاية الخارجية وعدم القبول بالتبعية بصورها المهينة والمدمرة وأن يكونوا جنوبيين فاعلين اولا واخيرا ولائهم للجنوب الارض والإنسان ، وسبيلا لذلك العمل الصادق عليهم بناء مداميك البيت الداخلي المتين بتعزيز الوحدة الوطنية والقبول بالآخر وعدم الاستقواء بالسلاح والمال والخارج والتوقيع على ميثاق شرف يضع السيادة الوطنية وكرامة المواطن وحق الجنوب بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة وإجراء حوار بناء يضمن ائتلاف جنوبي يكون متحدثا باسم الجنوبيين في الخارج وممثلا لهم في اية مفاوضات محتملة وهي رسالة مهمة تضع الجنوبيين أمام مسؤولياتهم التاريخية كرفاق درب وكفاح ونضال تعمد بالدماء سنوات طويلة يتطلع الجنوبيون بعد تلك التضحيات الجسيمة الى الانفراج ونيل الاستقلال وهذا لن يتاتى بحال التشرذم والشتات والفرقة والولاء الاعمى للخارج . لقد اثبت الحراك الثوري الجنوبي بقيادة الزعيم الفذ المناضل الشجاع حسن باعوم نجاح خياره السلمي في الثورة التحررية وبرهن للعالم كله أن التصعيد الثوري الذي يستند على إرادة شعبية قوية وقيادة سياسية حكيمة ومحنكة هو الطريق الوحيد لفرض القضية الجنوبية والانتصار العظيم على كل قوى الاحتلال وحلفائها الذين يراهنون على سراب الوهم في مرحلة الجميع أحوج فيها للاصطفاف ورص الصفوف وفرض الإرادة الجنوبية الحرة التي لن تقهر. . ________ * فؤاد قائد علي عضو الهيئة المركزية الحراك الثوري الجنوبي _____