في خطوة شجاعة وجريئة ستحسب له اتخذ فيها محافظ ابين اللواء الركن ابوبكر حسين سالم بلجفار قراره الشجاع بتحويل مبنى الأمن السياسي في قلب مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين الذي يقع بين أوساط منازل المواطنين ويطل على شارع رئيس ، بجوار روضة 14اكتوبر من الشرق ومدرسة الشهيد بن نعم من الغرب . اتخذ قرارًا بتحويله إلى مستشفى للأمومة والطفولة وستقوم دولة الكويت الشقيق بتمويل بنائه حيث يتكون المبنى من أربعة طوابق، طابق ينطح طابق. سيقول المشككون هذا مجرد كلام .. لا والله لقد نزل الكويتيون برفقة المحافظ الى الموقع وتم أخذ مساحة الأرض طولًا وعرضًا . . وتجمهر مواطني الحي حينما أتى موكب المحافظ والجهة المنفذة للمشروع ظنًا منهم ان الواصلين اليهم هدفهم اعادة بناء موقع الأمن السياسي وكانوا قد تجمهروا قبل اسبوعين وواجهوا الرصاص من قبل قوات الأمن .. لكن هذه المرة كانت مفرحة عندما اخبرهم المحافظ انه سيشيد في هذا الموقع المدمر والذي قصف اثناء الحرب على القاعدة في غزوتيها الاولى والثانية على زنجبار عامي 2011م 2015 بعد هزيمة مليشيات الحوثي الانقلابية المتمردة . سبب هذا الموقع الكثير من الالام والاحزان حينما كانت تقصفه الطائرات ليلًا ونهارًا بعد احتلال القاعدة لمدينة زنحبار صبيحة 27 مايو 2011 م وكان يوم جمعة ، ومنذ ذلك اليوم وهذا الموقع يتعرض للقصف من قبل القوى المتصارعة في نظام صالح حينما دفعت ابين عامة و زنجبار خاصة ثمن هذه الحروب الظالمة على هذه المدينة المسالمة ، مدينة زنجبار التي كانت ذات يوم منارة للعلم والتحضر في عهد السلطنة الفضلية ومن ثم مدينة الثوار ضد الاحتلال البريطاني وخرج منها الزعيم الشهيد الرئيس سالمين رحمة الله عليه . في صبيحة 27 مايو كانت زنجبار تبكي حزنًا وألمًا لم ينجدها احد ، وهلع جميع من في زنجبار صغارًا وكبارًا من شدة الانفجارات واستهداف منازل المواطنين المتعمد مما اضطرهم بالخروج هم ونسائهم بدون جلابيب ولا احذية والمدينة تقصف من كل الاطراف المتحاربة بما فيها اللواء المتمركز في شرق المدينة والذي كان قادرا ان يحسم الامور في الساعات الاولى بعد هروب قوات الامن المركزي ومدير الامن المروني وغيرها من القوات التي خذلت المدينة، لتتدمر زنجبار بالكامل من الطائرات المحلية والاجنبية ومن مدفعية اللواء ومن العبوات الناسفة للقاعدة هذه حقيقة الكل يعرفها. تشرد الآلاف بل كل ابناء زنجبار وما جاورها وتحولوا الى نازحين في محافظة عدن والمحافظات الاخرى ، لذلك تملك الخوف نفوس الناس من المعسكرات داخل المدينة و ما تجلبه لهم من خوف ودمار. وقلق لاينتهي ابدا . أتى قرار محافظ ابين ليحيي الأمل في النفوس ويبشر بأن الخير قادم وان مكامن الخوف ستذهب و الامل سيتجدد و ان الحروب لن تعود باذن الله وان زنجبار ستحيا من جديد وان البنك الدولي الذي نزل خبرائه ومهندسيه الى ساحة الشهداء وقالوا من هنا سنبدأ بإعادة مساحات الاخضرار وتعمير الشوارع وادخال الطاقةخارج الشبكة وبناء صرف صحي هذا الكلام قاله المهندس معين الماس ابن عم الكابتن ابو بكر الماس وهو مهندس في الاممالمتحدة متخصص في المشاريع العاجلة المشرف العام على هذا النزول ضمن نزول ميداني لزنجبار وطافوا بمعظم شوارعها . عبر مواطنوا الحي القريب من مبنى الأمن السياسي عن فرحتهم وقدموا شكرهم للمحافظ على خطوته الشجاعة رافعين أيديهم يدعون له، وانتشر الفرح وعم زنجبار كلها . دعوا اهل زنجبار يعيشون لحظة فرح حتى وإن كانت منازلهم مدمرة ولم يستلموا تعويض منازلهم المدمرة وهم منتظرين منذ عام 2011 م يوم الرحيل الحزين والباكي الذي مازالت اوجاعه وجراحه في القلوب و لم تندمل بعد .. وشظايا الحروب السابقة قد تركت في نفوس الاطفال قبل الكبار غصة حزن والم .. دعوا زنجبار تشمر ساعدها مع الخيرين الذين يعشقونها والحالمين بأمل وفرح يلوح في الافق و قادم الايام لتزرع البسمة ولحظات الفرحة وشعور الحنين لعودة المهاجرين والنازحين بقوة الباروت المميت . قبل الختام لنا لحظة تفاؤل وليست تشاؤوم كما قاله شاعر تركيا الكبير ناظم حكمت ،، اجمل الايام التي لم نعشها بعد ،، ونقول ايضًا شكرا محافظ ابين ، وكاتب هذه الكلمات ادخل ذات يوما لساعات بعد حرب 94 ، ثم افرج عني وغادرت زنجبار واخبرتني العائلة انهم اتوا في المساء يبحثون عني ، اعتقلوا الزملاء ورفاق العمر الجميل حسين محمد ناصر وفضل علي مبارك وصالح الحنشي وعلي منصر ومحمد عوض سعيد واخرين ولم يفرج عنهم الا بعد عدة شهور ، الذي اعتقلنا انا وزميلي المرحوم علي منصر ومن منزل علي منصر الضابط ع.خ ، وهو مازال حيا ، وهو بالتاكيد مأمور . وفي الختام نقول شكرًا محافظ أبين وندعوا لك بالنجاح في مهامك لكي تعود ابين إلى عافيتها ، أبين الخير والعطاء والنضال والثوار ابين ولادة الزعماء.