كان كل من يعتلي منهم سدة الحكم, يعلم أنه سيقف بين يدي ربه, وأنه أكثر الناس حسابا من غيره, فالمسألة هنا ليست مجرد ولاية أومناصب عالية..! سأل أحدهم الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ان يوليه... أي يصدر قرار بتعينه..فقال له الحبيب (انك ضعيف وانها أمانة وانها خزي وندامة يوم القيامة الّا من عمل بها واداها بحقها)...الحديث الشريف فياترى من هو الذي طلب الولاية من رسول الله..ومامستوى ضعفه اليوم بالمقارنة مع ضعف إيمان أكثر من يتربعون على الكراسي..؟! تسمع اليوم من يقول لك انه مرشح وزير أو محافظ أو قائد كبير..!! فتقول له سبحان الله... لكنك كنت ضد الرئيس فيقول مبتسما..ههه هذا كان زمان..قلت له متى بالضبط..؟!فقال ذلك كان أيام الصحابة الكرام ومن سار على نهجكم, حينما كانت المسؤولية لاتعطى لمنافق,,فقلت له..ولماذا لانكون على نفس نهج الصحابة وآل بيت الرسول الكرام.. على الأقل فيما نستطع عليه من عمل.. وهو الصدق والأمانة وترك النفاق..؟! فتبسم مرة ثانية..وقال إذا لم تنافق..ستظل تنتظر الوطن والثورة أو الدولة حقك ان تنصفك, ولن تجد وطن تعيش فيه بأمن وأمان..واذا لم تنافق ستظل تنتظر من ينصفك ولن تجده في زحمة طابور النفاق..!! فقلت له نعوذ بالله من الحور بعد الكور..الثبات الثبات...هو الحل ياخي.. استودعته الله وقلت له لاعاد تزيد مواجعي فمن يعمل لله يكون قلبه مطمئن فلماذا نخاف من القادم..فإن الله الذي حفظنا في الماضي هو من سيعيننا ويحفظنا من القادم.....حينها أدرك بالفعل أنه قد تهور..وقال استودعك الله ونلتقي. قائلا لي... صدقني رغم ثقتي بالله تعالى واشكرك على نصيحتك لي..فإني مستمر في متابعة تعيني لانه لن يكون لي مكانتي واحترامي ولن انال حقوقي بدون منصبي..! فقلت له طيب ياخي....ابحث لك عن منصب بشرف وبصدق وليس بالكذب والنفاق.. افلّا تخشى من ضعفك وأنك محاسب عن ذلك؟
فقال لي... مافي خوف..!! فقلت... حسبنا الله ونعم الوكيل.إذا لم نخاف من الله فلاخير فينا فإن الحياة فانية والآخرة باقية.. فقال آمنت بالله...بس ياخي ,.إذا كان فخامة الرئيس نفسه ليس خائفا.. واذا كان عبدالملك الحوثي ليس خائف..وإذا كان الفريق علي محسن ليس بخائف وغيرهم كثير في عدن وصنعاء والرياض وابوظبي وتركيا.. فلماذا تريد مني انا أخاف.ِ.؟!! ثم ردد يقول ...هل ترى خوف على وجوه أحد منهم..مانراه هو انهم في هدوء تام ..وكل واحد منهم ..قاعد رجل على رجل في أتم خير وطول بال..الكل منهم راضي عماتحقق ففيه الكفاية.. بل ويقسم كل واحد منهم انه ليس معه ولا أقاربه غير منزله وراتبه..! استودعته الله وقلت له خلاص ياخي الله معك بس نصيحتي لك خاف الله وتذكر نصيحتي عند تعينيك..فقال جعلتني اكره المنصب من كثر تأكيدك على مخافة ربي فلم أعد ابحث عن منصبي بغير طرق مشروعة.. بل ابحث عن رضي ربي فكم ممن رحلوا عن مناصبهم من حولنا وتحللت أجسادهم ولم يتبقى من إعمالهم غير ذكرى تنفعهم أو تخزيهم.