في الثمانينات والتسعينات كانت المراهقة عبارة عن كم هائل من الممنوعات تُصَبُّ على الفتاة تحديدا فالخروج مع الصديقات ممنوع ، حضور معظم المناسبات في اضيق الحدود ،،انماط اللبس المحددة والتي لا يصح تجاوزها المنع التام من استخدام أدوات الزينة كأحمر الشفاه وخلافه الا اذا أتيحت فرصة لاستراق لحظات تَجَمٌّلْ تنتهي بتجريفٍ لبشرةِ الوجه لإزالة آثار الكارثة ومع ذلك كله كانت السعادة غامرة إن سٌمِحَ بشيء مما سبق وحتى الأسر التي كانت أكثر انفتاحا مع بناتها وليونةً في التعامل كانت تحرص جدا رفد الفتاة بكثير من النصائح والتوجيهات التي تعتبر قوانين يجب الالتزام بها بغض النظر عن صحة هذه التربية أو خطأها لكني هنا سأعقد مقارنة بين التسعينات وبداية الألفين وبين هذه الأيام ...اليوم يبدو أن بعض الأسر وبالذات الوالدين بدأ كل منهما يفقد السيطرة على ابنته تستوي في ذلك المراهقة أو الكبيرة إلا من رحم ربي . في كثير من الزيارات التي ذهبت اليها ذُهِلْتُ مما آل إليه حال الفتيات تصوير مباشر تنقله لصديقاتها تظل عيني تدور هنا وهناك ومع دخولي غرفة او خروجي للصالة أجد كل فتاة في زاوية تتصور بطريقة أشبه بحركات عارضات الأزياء وأحيانا فيديو تضحك وتتحدث وحين أسألها بابتسامة اصطنعها مجبرةً من تكلمين؟ ترد ببرود أيه هذي رفيقتي!! كنت أظن في البداية أن الام لا تعرف أن ابنتها تقيم حفلة تصوير توزع صورها لصديقاتها وتسجل حركاتها بالفيديو حتى تعمدت أن أُخْبِرَ أكثر من أم حين تنادي ابنتها أنها تتصور في الخارج وكانت صدمتي أن الأمهات قد تبرمجن أن هذا شيء طبيعي ويبدو أنهن يعتقدن أن هذا من تمام البريستيج والتطور فيكون الرد ايوه بنتي وصديقاتها متعودات كذا مع ابتسامة غبية ترسمها على وجهها!!!
احدى الفتيات حدثت صديقتي أن زميلتها تورطت بإرسال صورها لشاب تعرفت اليه من السناب كانت تظنه فتاه وأنه أخبرها بعد أن كوّنَ البوما من صورها أنه شاب.
ما أكتبه هنا لا علاقة له بنظرتي للحياة أو فكرٍ خاصٍ بي احاول فرضه لكني أكتبه من منطلق كيف سنربي فتيات يحترمن أنفسهن ويحافظن على خصوصياتهن ونحن نغض الطرف عن هذه العروض السينمائية المباشرة لتفاصيل حياتهن؟
هل يُعْقَلٌ أن تتخلى الأمهات عن دورهن التوجيهي والتربوي تحت صلف بناتهن، وبدلا أن أُعلِّمَ أبنتي لتكون قدوة وموجهة للمجتمع اترك لها الحبل على الغارب تفعل ما تشاء؟
لا فرق هنا بين من يقسو على ابنته ويمنع عنها كل شيء ويعاملها باحتقار وبين من يفتح الباب على مصراعيه فكلاهما يدمر الشخصية ويسوق الفتاة لدهاليز الانحراف سوقا.
أيتها الأمهات أيها الآباء رفقا ببناتكم فلا تغلوا عن تربيتهن فتتركوهن معقدات كسيرات ولا تبسطوا كل البسط فتجعلوهن تافهات على اقتراف الزلات جريئات.