يحتفل شعبنا الجنوبي بمختلف انتماءاته السياسية والشعبية بالذكرى الوطنية لمشروع التصالح والتسامح الذي انطلق من جمعية أبناء ردفان في عدن يوم 13 يناير 2006 نخبة من أبناء الجنوب قادهم الحس الوطني والانتماء للوطن للإعلان عن هذا المشروع الوطني الذي رحب به كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج وأينما كانوا ليصبح يوم وطني للتصالح والتسامح الجنوبي منذ عام 1967 وحتى يرث الخالق الأرض ومن عليها . نعم أنها الصحوة الجنوبية وإدراكا للأمور والكل يعرف بان كل أحداث الجنوب كانت ترسم من خارج حدوده فمن مد قومي عربي إلى الاشتراكية والرأسمالية والحرب الباردة .
اليوم كل أبناء الجنوب يهتفون بصوت واحد نعم للتصالح والتسامح وقد أدركوا كل الأسباب التي أدت إلى نشوا تلك الاختلافات وأصبحت دروس وعبر في تاريخنا نتعلم منها لكي نبني مستقبل أفضل.
ونحن في عام جديد واحتفالية جديدة نجدها فرصة ونخاطب الجميع بان يتمسكوا بهذا المبدأ ويتجسد قولا وفعلا لكي نستطيع بان نحافظ على وحدتنا الجنوبية وفي نفس الوقت الإدراك بان الاختلاف في الرأي سنه إلهية يجب بان تحترم فالوطن لم يختزل بشخص أو حزب أو جماعة ولا حتى منطقة فالوطن هو شعب .
ولكي نجسد التصالح والتسامح وقبل ان نجعله مشروع سياسي لابد بان ندرك بأنه مشروع أنساني أولا وأخيرا وهو يعني كل مواطن دون استثناء .
ان المرحلة التي يمر بها الجنوب أرضا وإنسانا مرحلة تتطلب وحدة الصف واتساع قبول الأخر و الابتعاد عن التخوين وكل ما قد يعكر أهداف شعارنا في التصالح والتسامح وهنا يأتي دور الإعلام والإعلاميين والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في الإسهام برص الصفوف والابتعاد عن كل ما قد يسهم في زرع التفرقة بين أبناء الوطن الواحد .
كلنا نسعى بكل الوسائل إلى تحقيق هدفنا الوطني الكبير بتحقيق الاستقلال الثاني واستعادت دولتنا دولة الجنوب وهذا لا يمكن تحقيقه إذا لم نعترف من الان بان لكل جنوبي الحق في طرح مشروعه السياسي الذي يراه مناسب لحل القضية الجنوبية وان الجنوب ملك لكل أبنائه وان الخيار هو خيار شعب وهو من يقبل هذا المشروع ويرفض ذلك المشروع بعيدا عن التخوين و نزع صفت الوطنية عن هذا وذاك .
الشعب هو صاحب القرار والشعب هو حامي مشروع التصالح والتسامح والوطن يتسع للجميع فلن نستطيع ان نبني دولة أو نحقق ما نطمح إليه إذا مارس البعض ضد الأخر التخوين وعلينا بان ندرك بان لا حرية ولا تحرير إذا لم تمسك أيادينا بعضها البعض أو على الأقل ان تمتد بقديم النصح والتنوير للأخر.
ولان التصالح والتسامح يعني كل جنوبي بدون استثناء ولم يقصد به فئة دون أخرى فان خطابنا السياسي وسلوكنا يجب بان يرقى إلى مستوى هذا المبدأ الكبير و نؤمن بان كل جنوبي وأينما كان جغرافيا أو سياسيا يملك في الجنوب ما يملكه إي جنوبي أخر .