1 كلما ابتدعوا من المكائدِ لإعاقة شعبنا الجنوبي عن تحقيق تطلعاته ، كلما فاجأنهم بالجديد والجديد لتأكيد إصرارنا وتمسٌكنا بتطلعاتنا لاستعادة دولتنا وفك الارتباط بهذه الوحدة المشئومة .. والمثيرُ أنهم لاينكفون ولا يستعيرون من أنّ تمسكهم بهذه الوحدة قائم علي النّهب واللصوصيّة وابتلاع ثروات جنوبنا وحسب ، وكلٌ ممارساتهم لاتخفي هذا الشّرهِ القذر ! 2 دولة الوحدة اليوم مهلهلة مهيضة الجناح والأركان تماماً ، ووزرائها في فنادق الشّتات ، بل أغلبهم لفيفٍ رث من أسوءا نوعيات البشر في البلاد خُلقياً ومهنياً ، وفضائح أدائهم وعبثهم أزكمت أنوف الإقليم والعالم ، ولذلك أرعبتهم ( اللا ) القوية التي أطلقها الانتقالي وشعب الجنوب برفضِ التقاء مومياء برلمانهم في عدن أو حضرموت ، وعملها الانتقالي باجتماع جمعيته الوطنية في حضرموت ، بل ووسط مظاهر احتفاء والتفاف حضرمي قلّ نظيره ، وهذه رسالة عميقة الدّلالات ولاشك . 3 اليوم تعجٌ أرض الجنوب باحتمالات عدّه ، والأبرزُ فيها النّصر المظفّر الذي حقّقه الانتقالي في حضرموت مؤخراً ، وهذا بالضرورة أن لايعمي بصر قادة الانتقالي عمّا ينتصب أمامهم ، والأولُ منهم - كما تنامي الى مسامعنا - تفاقم حالات الاستقطاب لقيادات المقاومة الجنوبية والعسكريين و .. و .. وضمّهم الى السلطة بالإغراءات والرتب والوظائف وخلافه ، وهذا يجري من قبل كبار كهنة ولصوص هذه السلطة ، وعلى الانتقالي أن يتدارس سُبُل التصدي لهذا المسعى بشكلٍ أو ب0خر ، كما وعليه أن يُفعّل ويُوسّع دائرة حواراته بجديّة مع ماتبقّى من المكونات والشّخصيات الجنوبية . 4 في السياق نفسه - الحوارات - هناك حلف قبائل الجنوب العربي ، وهو مكون مجتمعي حاضر وسيكون له ثقله وحضوره الواسع في المدي المنظور ، وهو لفيف من كل ألوان الطيف الجنوبي ، وقياداته من الشخصيات الوطنية الثقيلة ، والرائع جداً فيه تلاشي المناطقية في صفوف هيئاته تماماً ، بل وتسودُ في هيئاته لغة أخوية رائعة وراقيه ، وهو من المفروض أن يكون على رأس أجندة حوارات مجلسنا الإنتقالي ، مع أنه قد حدثت حوارات سابقة معه - كما بلغنا - ولكنها لم تُستكمل أو تُكرر أو .. أو ..
5 من الطّريف جداً أنه في جنوبنا تقفُ شرذمة من أهله في خانة الضّد للإنتقالي ، وهذا ناتجٌ عن قصر وعي ، أو لتطلعات مصلحية ضيقةٍ ، أو لدوافع مناطقيّة مقيتة بكل أسف ، مع أن الإنتقالي هو لفيف من كل الجنوب أصلاً ، وعلى هؤلاء مراجعة حساباتهم وعلى أسسٍ وطنية صرفة ، إذ لاأعتقد أنّ ثمّة شيء أو غاية أغلى من الوطن الجنوب ، أو أسمى من تحقيق تطلعاته وإستعادة دولته الفيدرالية التي نحلم بها جميعاً .. ثم أننا جميعاً قد عانينا من شرور و م0سي تجربة هذه الوحدة التي لم تكن عادلة أو موفقة مطلقاً . 6 واقع جغرافيا الشّمال اليوم - بعد 4 سنوات حرب - يصورُ ملمحاً تراجيدياً يثيرُ الرّثاء ، فهم لم يُحرروا شبراً من أرضهم !! وهذا مُثارُ تساؤلات الإقليم والعالم ، ونحن شعبنا قد حَزَم أمره وقرّر اختياره بالنسبة لهذه الوحدة المشئومة ، وهذا بسبب معاناتنا المريرة منها ، كما والتّعويلُ على شعبنا في تحقيق تطلعاته ليس محل شكٍ أصلاً ، ومهما تفاقمت المكائد ، فهو قد أثبت ولايزال يثبت جدارته خلال هذه الحرب ، كما والإقليم والعالم قد قيّمَ صدقيّته وقدراته في خوض ساحات النضال السّاخنة ، فما بالنا والأمر يرتبط بتحقيق مصيره ، فإرادة شعبنا صلبة ولاتُقهر ، كما وفي صفحات التأريخ مايُثبتُ هذا .. أليس كذلك ؟!