يثبت شعبنا الجنوبي يوما بعد يوم بأنه شعب حي وطموح يستطيع بكل حنكة و اقتدار بان يبعث روح الأمل والطموح والفداء ، وقادرا على الانطلاق دوما إلى الإمام بخطاء ثابتة وهامات مرفوعة ،متغلبا على كافة التحديات والصعاب وعوامل البؤس والفقر و الجوع والتخلف و وكل أوزار وموبقات نتائج ومخلفات سياسة حرب الغدر والعدوان و الإرهاب المشئومة التي فرضها محور الشر و الإرهاب والفساد منذو 27/ إبريل المشئوم 1994م . كثيرة هي تلك المليونيات التي سطرها شعبنا الجنوبي البطل والتي تعددت وتنوعت عناوينها ومضامينها لكي تتناسب مع حجم ونوع التحدي الذي يواجه ثورة شعبنا الجنوبي البطل ، غير أن مليونية الهوية التي شهدتها حاضرة عاصمة محافظة حضرموت ( المكلا) والعاصمة (عدن) تبقى هي الاستثناء وذلك كونها أتت استجابتا وتزامنا مع حساسية المرحلة التي تمر بها ثورتنا الجنوبية والتحديات التي تواجها ، حيث أضفى اختيار مواقع أقامت واحتضان الفعالية في كلا من (حضرموت ، وعدن) تميزا يحمل في طياته الكثير من الدلالات والمعاني ليس لدى ثورة شعبنا الجنوبي فقط بل والمجتمع الإقليمي و الدولي ، لما تحملانه من خصوصيات في جوانب كثيرة إن مليونية الهوية و ما حملته من عنوان ذات أهمية بالغة في مفهوم وجوهر ثورة شعبنا الجنوبي الذي يخوض غمار ثورة تحررية عارمة دفاعا عن (الهوية و الأرض والتاريخ ) والتي يحاول دخلاء وشركا حرب الغدر و العدوان هضمه بعد أن ضنوا أنهم قد ابتلعوه في تلك الحرب الغادرة التي أعلنوها في يوم 27إبريل 1994م ، وقد أتت ، لتؤكد للعالم أن يوم 27 إبريل هو يوم مشئوم ويوم اسود حالك الظلام خيم على شعبنا الجنوبي وعلى وطننا الجنوب حجب النور لكي تتسلل عصابات مافيا الأرض وفرق الموت والفساد على ارض الجنوب في حالة غفلة من التاريخ قادمة من الشمال على جنازير الدبابات والمصفحات العسكرية ، حيث واجهه شعبنا الجنوبي بكل شجاعة وأقدام مقدما الشهداء والجرحى و المعتقلين معلنا انطلاق أولى نذر الثورة السلمية التحررية عام 1996م في مسيرة جماهيرية يتقدمها الزعيم البطل الثائر احمد حسن باعوم من المكلا عاصمة محافظة حضرموت ليسقط على أثرها شهيدين هما باهمام وبارجاش . أن مليونية الهوية وما حملته من تمييز بداء من عنوانها وانتهاء بما تمخض عنها من بيان سياسي راقي ترجمة فيه الارداة الجمعية لشعب الجنوب التواق للحرية ، هي مليونية توافقت عليها كافة القوى الثورية وكافة منظمات المجتمع المدني الجنوبي ، ،، هذه العوامل هي التي منحة مليونية الهوية تمييز فاق نظيرتها من المليونيات السابقة ، ناهيك عن ردود الفعل التي أحدثته والتي لازالت تتردد حتى اللحظة . حيث أنها أتت في ظروف حساسة ودقيقة ومنعطف خطير لم يسبق أن مرت به ثورة شعبنا الجنوبي كما هو الحاصل اليوم ، فكلما تسعة رقعتها وانتشرت ، كبرت وتسعة معها التحديات ، وباتت مطالبة أي الثورة بإيجاد آليات وأدوات وخطط وبرامج لمواجهتها وتجاوزها مهما كانت الكلفة التي سوف تنجم عن خوض هذه المواجهة ، طالما والهدف هو أستمراريتها وديمومة زخمها الثوري في المضي قدما نحو تحقيق الهدف الوطني النبيل والذي من اجل تحقيقه أسترخص الشرفاء رجالا وشباب نساء وأطفال حياتهم ودمائهم في سبيل تحقيقه ، حيث باتت التضحية وسام شرف يتسابقون في ميادين وساحات النضال لنيلها ، بعد أن أيقنوا بان الوطن وحريته قيمة نبيلة لا يضاهيها شي وهذه الروح النضالية هي التحدي الذي يخشاه المحتل الهمجي المتخلف خصوصا إذا اقترنت هذه التضحيات الجسام بعمل جبهوي جماعي موحد وإرادة سياسية وإعلامية منظمة و ممنهجة ومدروسة تسد فيها كافة الثغور والفجوات أمام المحتل وركائزه وتكشف وتعري حقيقة الوجهة القبيح لهذا المحتل أمام الرأي العام الداخلي والإقليمي و الدولي ليؤكد بأنه ليس إلا مجرد لفيف من عصابات ومرتزقة ومنتفعين جمعتهم المصلحة الشخصية ، ليس إلا ، إلا فان هذه التضحيات سوف تبقى غير ذات جدوى . أن ثورة شعبنا الجنوبي والتي تجاوزت الكثير من التحديات والصعوبات وتخطتها بمعنويات عالية بفعل الصمود والثبات في الميادين وما قدمت من تضحيات جسام حسمت وأقفلت من خلال ذلك حتى مسالة مجرد التفكير في العودة إلى الخلف ، غير أن المحتل وأزلامه المنتفعين لازالوا ينظرون أن باب المراهنة مفتوح في احتوى هذه الثورة طالما بقية عبارة عن مكونات وتكتلات تعصف بقيادتها التباينات والاختلافات والاستقطاب ، ليس هذا فحسب بل عمد المحتل وأزلامه على نقل صورة مشوهه أمام المجتمع الدولي ليوهمه بأنها ثورة خالية من أي مشروع ولا تمتلك رؤية ، بل عبارة عن مكونات متباينة ومختلفة وغير متفقه في ما بينها ، ناهيك عن عملية التذكير واستجرار الماضي والصراعات التي حدثت في الجنوب . أن خوض هذه التحديات الماثلة أمام ثورة شعبنا الجنوبي اليوم والخروج في هذا الظرف الراهن البالغ الحساسية والتعقيد ، يقع في المقام الأول على عاتق قيادات الثورة السلمية في الداخل بسرعة العمل لانجاز وحدة الصف وبشكل عاجل وسريع ، وعليها أن تدرك أنها تعد بمثابة الحلقة الأضعف في جسد الثورة السلمية إذا ما استمرت على ما هوا عليه اليوم وان استمرارها يعد بمثابة الحبل السري الذي يغذي المحتل وإعلامه في استمراره في نقل صورة مشوهه أمام الرأي العام الداخلي و الإقليمي والدولي ناهيك عن ما ينجم جراء ذلك من عمليات استمرار القتل و الإذلال والمعاناة بحق شعبنا الجنوبي . لقد ثبت شعبنا الجنوبي انه شعب واحد وأظهر ذلك من خلال الاحتفال بالمناسبات الوطنية والذي أحياها بمليونيات كبيرة كان أخرها مليونية الهوية والتي أفشلت وأسقطت المشاريع التآمرية لسلطات الاحتلال وركائزها وكسرت التعتيم الإعلامي وأربكت سلطات الاحتلال وجعلته يعيش في حالة من الهستيريا أفقدته صوابه بصيرته فلم يجد أمامه إلا ورقة الإرهاب والحرب على الإرهاب لكي يلفت نظر الإعلام العربي الإقليمي والدولي عن مليونية الهوية ، كونها تجسدت فيها وحدة الصف على المستوى القيادي والشعبي من الأدنى إلى الأعلى ، فهل تكون إلى الخطوات نحو وحدة الصف الذي يتطلع إليها شعبنا؟؟ نأمل ذلك