في السينما المجسمة أو فيلم 3D الكلاسيكية ولمشاهدة الصورة، كان لابد أن يلبس المشاهد نظارة خاصة لكي يحصل على انطباع مجسم للصورة لتزويد العمق الوهمي ذات شرائح حمراء وزرقاء، فالعين التي ترى من خلال شريحة حمراء ترى الصورة الزرقاء فقط على عكس العين التي تنظر من خلال الشريحة الزرقاء ترى الصورة الحمراء فقط، وفي المخ يتم دمج الصورتين لتبدو الصورة مجسمة. وفي حال القضية الجنوبية لا يزال هناك من يريد خلط الأشياء ويصر على استخدام تلك التقنية بطريقة ثلاثية الابعاد ""3D الكلاسيكية للنظر اليها إما بالعين "اليمين" أو بعين " الشمال"، فأصحاب العين "اليمنى" لا يرونها إلا من خلال زجاجة النافذة المتسخة ويصرون على عدم إزالة الغبار المتراكم عليها لتبدو الصورة مشوهة هي الاخرى، أما من ينظرون اليها من عين "الشمال" فإنهم ينظرون اليها من زجاجة القمرية لتظهر لهم أشباح الأشياء وصورها القاتمة وفي الحالتين يتم دمج الصورتين وإظهارها في صورة حركية مجسمة تقوم بتعزيز الوهم وبغير حقيقتها.
هذه التقنية والتي بدأت منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي باتت قديمة ولا تصلح في الزمن الحاضر الذي اختلف فيهما الظرف والزمان كما اختلفت الجغرافيا والأهم من ذلك أن الإنسان في الجنوب قد تغير هو الآخر واستوعب الدرس تماما، وأن السقوط والكبوات التي تعرض لها خلال مسيرة حياته النضالية لم يكن فشلا لأن الفشل يبقي الانسان حيث سقط، وهو وبرغم الاشواك والالغام المزروعة ورغم العثرات والعراقيل التي نصبها له الأصدقاء قبل الأعداء فإنه وفي كل مرة يوقع فيها ينهض ثانية ويستجمع فيه قواه من جديد متسلحا بالعزيمة الصادقة والارادة الصلبة وبطريقة أقوى من سابقاتها، ولا زالت القضية بالنسبة له تشكل الحصن المنيع التي تتحطم عليها كل الدسائس والمؤامرات، ولا زالت الجماهير قادرة على ان تقول كلمتها وبصوت مسموع وان تجوب الساحات والميادين كما بدأته اول مرة، ولا زالت الرايات خفاقة في كل شارع وبمشهد أكثر تماسكا من السابق، كما أصبح المواطن أكثر إيمانا بعدالة قضيته وعن كونها مصيرية بالنسبة لمعيشته الحاضرة ولمستقبل الاجيال القادمة، وان قضيته ليست بحاجة الى نظارات مجسمة ولا الى تمازج للألوان، ويكفي النظر إليها وبصورتها الطبيعية من أقرب نافذة تطل على الشارع الجنوبي وبعمق حقيقي في البعد والقرب ومن رؤية العين اليمنى واليسرى دون الحاجة لخلط الصور ودمجها في مخيلتهم بطريقة 3D المجسمة والقديمة .