ترجل المناضل الوطني البارز علي صالح عباد مقبل 0 وصعد الى الباري تعالت عزته بعد حياة نضالية صعبة و معقدة لم تكن يوما سهلة و لينة لمقبل الثوري و الفدائي والسياسي و القيادي المحنك و المفكرالمعتدل الذي يفهم السياسة من بوابة الثقافة والفكر ، ولذلك كان عليه ان يختار ان يكون رقما صعبا في تنظيم الجبهة القومية وما تمخض عنها.. الحزب الاشتراكي اليمني ، ان يتحمل تبعات ذلك في ظروف التقلبات و الانقلابات التي شهدتها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وكانت حياته على المحك ورأسه اقرب الى المقصلة ، لكن ذلك كله لم يؤثر في عزيمة وارادة مقبل ، وظل ثابتا على ذات النهج التبصيري المعتدل الذي يجمع الرفاق ولا يفرقهم واضعا نصب عينيه الاهداف العظيمة لشعبنا اليمني و التي لا تقبل المساومة ابدا ، فكان المرجعية لكثير من زملائه ورفاقه وابناء شعبه عموما عندما تسود الغيوم في سماء الوطن بروآه العميقة الصائبة التي يضعها مخرجا للوطن من ازماته وما اكثرها . كما كان مقبل الشجاع الذي واجه تبعات حرب صيف عام 1994 م بقلب الفدائي و عقل المفكر دون ان يخذل حزبه او شعبه لقد التقيته كأمين عام الحزب الاشتراكي اليمني في القاهرةوابوظبي وبحضور الكثير من القيادت السياسية والعسكرية خاصة في لقاء ابوظبي استمع جميع الحاضرين اللذين نزحوا عقب حرب صيف 1994 الى حديثه العقلاني الذي تعيشه البلاد بعدالحرب كان حديثا مسؤولا محددا مسؤلية الجميع عن مسببات الحرب ومسؤولية الجميع في معالجة التبعات التي خلفتها الحرب . مقبل ورغم كل معاناته والحزب الاشتراكي اليمني ، فظل البقاءصامدا في صنعاء في حين هرب الكثيرون وانا احدهم و تصدى لكل المؤامرات التي رأت في اجتياح الجنوب اعلان وفاة للحزب التاريخي العملاق الحزب الاشتراكي اليمني ، فعمل المناضل الكبير علي صالح عباد مقبل على لملمة شتات الحزب و اعاد له قوامه التنظيمي و السياسي لكي يعود الى ممارسة دوره في الحياة العامة ، دون ان يرضخ، للضغوطات والممارسات التضييقية من خارج الحزب و داخله. نعم ، بفضل صلابة و بسالة هذا المناضل المقدام اعاد للحزب الاشتراكي قدرا من مكانته السابقة متحديا كل الصعوبات ، وحين تم له ما اراد اسلم القيادة باريحية المناضل الحقيقي الى رفاقه بعد ان اوصل الحزب الى بر الامان . ويا ليت من اتوا بعده كانوا بمقدرة مقبل و تفانيه وشجاعته بل انهم كانوا ابعد ما يكونون عن صلابة مقبل وشجاعته ففضلوا الجنوح الى مالايليق بهم كقيادة لحزب يمني عظيم كان يوءمل عليهم الكثير لكن للاسف جنحوالى المصالح الذاتية والحياة الناعمة على حساب الارث العظيم للحزب الاشتراكي ونضالاته الوطنية. رحل مقبل بعد صراع مع المرض لم يلتفت اليه الرفاق ولا السلطة السياسية الحاكمة لسبب بسيط وهو ان مقبل اكبر من هؤلاء جميعا نضالا وتضحية وتاريخا يرفع الرأس. رحل شامخا شموخ شمسان وعيبان سلام عليك ايها المناضل الفذ علي صالح عباد مقبل وانت تختتم هذا السفر الوطني الزاخر. ، وليتقبلك الله العزيز الجبار في وارف رحمته وفسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون. احمد عبدالله المجيدي