بدأت منها فصول الحكاية وعلى اسوارها دون التاريخ سطور البداية وفي أراضيها كانت البداية والنهاية . قدمت مالم تقدمة( محافظة) وظلت على العهد وفي الموعد ولم تنتظر جزء أو شكوراً . فصلت لها ثوب التضحية وكتب التاريخ حروف وابجديات ( العطاء ) تلك هي أبين وأن جاز لي الوصف والتعبير وتدوين حكاية العطاء والتضحية.
أبين قصة حزينة في صفحات وبين ثناء وسطور الوطن نسج خيوطها ودونها وعرفها من عاش فصولها وحكايات سطورها .
تحملت ( أبين) اوزار تبعيات وأخطاء ومنغصات ( السياسية) واخذت بذنب ( مراهقات ) ونزوات وأثار ( الحقب ) على مر الأنظمة المتعاقبة على كرسي الحكم . أبين قلب نابض للجنوب يحاول الكثيرون إيقافه وتعطيل دقات نبضاته وذلك ماترفضه ( أبين) . منذ الأزل وأبين تتجاهل كل المنغصات وتتجاوز الحماقات وتقدم صورة( استثنائية) دون غيرها من المحافظات الجنوبية. أبين لم تسقط في مستنقع " المنطقية " ولم يعرف عنها يوماً وقعت في بؤر الانجرار والانجراف نحو " العنصرية " المميتة البغيضة .
كانت أبين أكبر من كل الأسماء وأعظم من كل الأشخاص وشريان الحياة وقلب نابض يسير وطن ( متهالك ) . لم تشكي يوماً تعطي ولاتاخذ وظلت الحضن الذي فتحت ذرعيها لكل أبناء " الوطن " دون إستثناء ولم تسل عند بطاقة الهوية او الإنتماء أو العشيرة أو القبيلة لأنها كانت الحضن الدافئ للجميع .
كانت أبين عنوان بارز لكل الطفرات والخطوات الإيجابية من خلال صناعة " الرجال " سياسيا وعسكريا واقتصاديا . وبعد كل ذلك لم نكن إلا حمل ثقيل على كاهل تلك المحافظة( أبين) .
اليوم لماذا لم نكون واضحين مع أنفسنا قبل أن نكون صادقين مع العظيمة " أبين " ونسأل ماذا قدمنا لأبين مقابل تاريخ حافل ب التضحية والعطاء غير مستنقع من الفساد والخراب والدمار وبؤر الأزمات والتوترات والنزاعات جرى كل الحقب " نتيجة حسابات ضيقة المتراكمة " . هل قدمنا لها طريق وكهرباء وماء واعمار وأمن وأمان وسكينة و بيئية إقتصادية تساعد على الدفع بعملية وعجله الإستثمار . هل أوصلنا لها مناخ تعليمي لكل أهلها وسكانها وهل استطاعنا أن نوصل لها غذاء ووظيفة ومستقبل أمان لكل أبناءها والاستفادة من ثرواتها وعقولها البشرية وهل ضمدنا جراحها وطعنات الحقب والأنظمة طيلة العقود الماضية .
أبين لا تحتاج منكم شفقة أو رحمة, أبين لها دين وعلينا الايفاء لها بذلك الدين . أبين ليست كلمات تختزل في مقال أو عبارات في تقرير على صفحات الصحف والمجلات أو أبيات شعر في قاعة او صالات مكيفة.
أبين تاريخ في صفحات الزمن ومواقف في الشدائد والمحن وحكاية وقصة طول العمر دون كلل او ملل . ودين في رقاب كل شرفاء وعظماء الوطن . هي تلك أبين يا سادة فهل وصلت الرسالة قبل فوات الاوان ..