ان الأحداث الأخيرة في مدينة تعز اصابتنا بالحزن الشديد وذلك بسبب توجيه رفقاء السلاح فوهات بنادقهم على بعضهم البعض. أحداث تعز الأخيرة وأن كان البعض يراها بمنظور آخر إلا ان أقل ما يقال عنها بانها رصاصة قاتلة وجهت بقصد او بغير قصد نحو جسد المشروع المقاوم لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران. تلك الأحداث دليلا واضحا على نقص الوطنية وحب الانتماء بين الأطراف المتصارعة لتراب المدينة التي ولدوا وتربوا وترعوعوا بين حاراتها فكلا الطرفين بحثا عن المصالح الشخصية عوضا عن المصلحة العامة. لا يعقل ان نوصف أحدا بالوطنية والانتماء لتربة الوطن فيما يأبى هو ان يكون وطنيا قولا وفعلا فأفعال بعض قوى المقاومة في تعز قد مزقت وشاح الوطنية وتاهت بين المصالح الشخصية والعمالة لجهات أخرى. أيعقل ان نوصفهم بالوطنية ونيران أسلحتهم توجه إلى صدور إخوانهم فيما العدو الأول لايزال رابضا على أسوار المدينة، ينكل أهلها ويستبيح دماءهم ويذيقهم أصناف العذاب. غياب الكلمة الواحدة وعدم الشعور بواحدية المصير يجعل اي قوى وأن كان لها نفس المشروع ضعيفة جدا وسقوطها محتمل بأي وقت ولنا في عدن بوقت الحرب واجتماع مقاومتها بمجلس واحد مثالا لمن يبحث عن المصلحة العامة ويقدمها على المصلحة الشخصية. فعلى الرغم من اختلاف مشارب فصائل المقاومة في عدن بوقت غزو مليشيا الحوثي لمدينة عدن إلا أنها اجتمعت بكل فصائلها تحت مجلس واحد برئاسة وزير الشباب والرياضة الحالي الأستاذ نايف البكري وينوبه الشيخ هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي حاليا. كما ان غياب صوت العقل في تعز وتصدر أصوات الشر والحقد لم ينتج عنه عدا الدمار والخراب والموت الى الآن فإلى متى سيبقى صوت العقل غائبا؟!!. إلى أهلنا في تعز ندعوكم إلى تحكيم العقل وإيقاف الاقتتال فيما بينكم فالوضع لا يحتمل تشرذما وضعفا جديدا فآلة الموت الحوثية لاتزال تستبيح الأرض وتهدد الدين والعرض.