ننام كالعادة بهدوء لا يزعزعه سوى بصيص اشعة الشمس التي تغزو ديارنا صباح كل يوم ننام وفي مخيلتنا يمن الدوله المدنية الحديثة يمن العدل والمساواة الاجتماعية، يمن الود والإخاء ، يمن التضحيات ، نعم فكلا منا ينسج احلاما لا تغادرها الايجابية والمستقبل المزدهر لوطن عانى ويلات الحروب والظلم والقساوة والفقر واشياء كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ننسج احلامنا هربا من كرات اللهب التي تتساقط حول الأقدام الفارة برؤوسها من وطن يشتعل ، ومن دوي ضجيج الألم وعواء المظلومين وأنات الجرحى والضحايا على أرصفه الوطن المتناثرة في أجسادنا المتهالكة ، يحملُ الوطن على كاهله ثقلَ الأيام، ويمضي واقعنا المؤلم طاعناً شوارعَ الوطن بقساوة، فأولئك هم الحاقدون على الوطن المنتزعة ضمائرهم ، المغيبة عقولهم فهم ينثروا ظلمهم على المظلومين ، ويروعوا الآمنين ، فمن أين نأتي بوطن مستقر؟ أمِنَ الطعم المر لرغيفِ الخبزِ المعجون بدقيقِ الهم، وملحِ الوجع؟ أم من مواويل الهمِّ المنسدلةِ صباحَ كل حزن جديد على كاهلِ أبناء الوطن، ان ما يحدث وما يرتكبه المجرمون من مجازر يندى لها الجبين هي نتيجة جهل كبير بأصول الدين والشريعه الاسلامية وعدم معرفة عواقب مثل تلك الجرائم ، انها تعبأة خاطئة وتغييب للعقل وطمس للفكر والانتماء لغير الإنسانية ، فأين دور المثقفين والعلماء والدعاة واين الدور الحكومي في التوعية ونشر الوعي بشتى انواعه ،اننا نمر بمنعطف خطير قد يؤدي بنا الى سلسله متتابعة من القتل لا تنتهي ، كفانا ألماً وتضحيات كفانا عبثاً بالوطن . أي واقع نعيشه بوقتنا الحاضر الذي يدفع بوحش على هيئة انسان ان يقدم على مثل ذلك التصرف ، لا نصدق ما يجري حولنا فأي عقول يحملونها أولئك العابثين بأمن الوطن ، وأين ترعرت افكارهم السلبية ، وما هي رهاناتهم بعد انتحارهم بتلك الطريقة البشعة ، أيعقل انهم يعتبرون أنفسهم من الشهداء ، فتباً لمسخ العقول اننا نطلب من الجانب الأمني ومن القيادة السياسية ان تخرج تحقيقات الجريمة للعيان وان يتم ضد المنفذين والمخططين العقاب العاجل والرادع كي لا يتسنى لمن في نفسه شيء ان يقدم على مثل هذه الاعمال ، أيها اليمنيون الباحثون عن الخلاص في عالم فقد براءته، لكم الله! ولقتلاكم الذين تجاوزت أكفانهم الكثير العفو والمغفرة من إله لا يأبه لتقارير لجان التحقيقات. والانتظار الممل على قارعة السياسة المماطلة، ولمن تبقى منكم رابضا فوق أفراخه يحمي أجسادهم الصغيرة بأعوامه الآيلة للسقوط المجد والفخار. وللوطن الممانع البقاء والسؤدد ، العزاء لأسر الضحايا والمجد لك يا وطني اللهم نصر من اراد النصر للوطن واخذل من اراد له الخذلان انك على ما تشاء قدير ومضه: تباً لتلك المناصب والكراسي التي تهب لنا الموت هديةً على قارعة الوطن.. [email protected]