في عام 2004م وفي تلك السنين التي رافقت الحروب الست الحوثية كانت هناك عُقدة عند بعض الأسر من محافظة صعدة ومن معسكر صحن الجن مأرب خصوصا الأسر التي يكون أحد أبنائها عسكري بالقوات المسلحة وما إن يسمعون أن المعسكر الذي يتواجد فيه ابنهم جاري نقله الى ساحة المعركة بصعدة او معسكر الجن بمأرب إلا وتجدهم يهاتفونه تعال ماعاد نشتي راتب لأنها تشكل خطر على حياة ابنهم لما لتلك المناطق من سمعه سيئة جدا بالفوضى والمشاكل والتقطع والاقتتال؛ لكن في كل الأحوال القليل من رجع تحقيقاً لطاعة أهله ورغبتهم والكثير من خاطر وشارك في تلك الحروب غالبيتهم رجعوا جثث هامدة الى أهلهم يا قتلوا غدرا يا استبسالا ؛ لا يبدو لي الأمر حاليا كما كان سابقا فالوضع في تلك المحافظتين التي اشتهرت بالتقطع والاقتتال قد يكون أكثر امناً من المحافظات التي كانت بالأمس تنعم بالأمن والاستقرار ؛ كنت قبل لحظات على تواصل مع صديقاً لي بالمهره للسؤال عن صحته وأخباره واخبار بعض الزملاء المهريين الذي تربطني بهم علاقة زماله ، اندهشت عندما قال ليه أن فلان مع الشيخ الحريزي طيب وانت قال ليه أنا مع المحافظ باكريت طيب كيف الأمور قال زي ما تتابع في الأخبار؛ ما الذي أوصل المحافظات الأكثر امناً الى هذه الفوضى..؟ لايوجد اليوم أي اختلاف بين محافظة وأخرى فالذي حاصل اليوم بالمهره يحصل أسوأ منه بتعز وعدن كل هذا الفوضى تحصل من أجل صراع نفوذ وتسلط من يحكم من يمسك من يكون الأقوى وكل طرف مدعوم من جهة والضحية نحن الشعب المسكين المقلوب على أمره..