يبدو واضحاً ان شعب الجنوب لم يعد يحتاج الى مزيد من الوقت لتنفيذ حشد مليوني ، فعملية التواصل والاتصال باتت اليوم بالنسبة له امر غاية في السهولة ، ما يدل على ان هناك توافق تام على مجمل الامور التنظيمية م كافة قوى التحرير والاستقلال وغيرها من القوى والمكونات ومنظمات المجتمع المدني ، يكفي ان يتم المبادرة الى اعلان الدعوة للإحتشاد فتنتشر هذه الدعوة في لحظات كانتشار النار في الهشيم ، لتجد هذه المبادرة قبولاً سريعاً وحماساً منقطع النظير وتلبية دون تردد ، ولنا في مليونية التصالح والتسامح دليلاً على ذلك ايضاً ، لكن مليونية (نحن اصحاب القرار) التي يحتشد لها الجنوبيين منذ هذه الليلة لهي دليلاً واضحاً وبرهاناً على ما نقول ، كانت الدعوة للاحتشاد في ساحة الحرية ( العروض) منذ ان وصل الى مسامع ابناء الجنوب ان مجلس الامن سيعقد جلسة له في صنعاء الاحتلال ، للتناقل المواقع ومختلف القوى الثورية الخبر ، ومعه سارعت دوائر نظام الاحتلال في التوضيح ان هذه الجلسة ليست لمجلس الامن بل هي لوفد اممي فقط في محاولة منهم للتقليل من اهمية الحدث ، لكن شعب الجنوب ادرك ان ذلك لم يكن الا لامتصاص حماسهم وخروجهم للتعبير عن مطالبهم وتوجيه رسالتهم الى المجتمع الدولي ، ولم تفلح هذه المحاولات من نظام الاحتلال ، فشعب الجنوب قد عقد العزم على توجيه الرسالة تلو الاخرى ، وهاهو يزحف من جديد دون كلل او تعب نحو العاصمة عدن .
اما ابناء العاصمة عدن فقد بادروا الى اطلاق حملتهم برفع علم على كل منزل ودشنوا فعالية ( نحن اصحاب القرار) بندوة ومسيرة ضخمة في منطقة القلوعة ، تم تواجدوا مساء اليوم في ساحة العروض لاستقبال اخوتهم القادمين من مختلف المحافظات ، مرددين الشعارات الثورية واعادة رسم اعلام الجنوب على واجهات المحال والجدران والمنازل مجدداً ، بعد ان طمست خفافيش الظلام من عناصر حزب الاصلاح ليلة البارحة هذه الاعلام ، بعد حالة الافلاس السياسي والميداني التي لحقت بها منذ مطلع العام الماضي
اما نظام الاحتلال فقد سعى الى محاولة يائسة منه للحد من توافد القادمين الى عدن ، فنشر مدرعاته وجنوده عند مداخل المدينة ، ففي العند منع مواكب القادمين من الضالع وردفان ويافع من الدخول الى عدن في نقطة استحدثها لهذا الغرض ، وبرغم من ذلك تمكن البعض من الوصول الى عدن عبر طرق وعرة ، وهناك في نقطة العلم استقبل جنود الاحتلال القادمين من شبوة وابين بحشود ضخمة وزخم ثوري تمكن من العبور من النقطة بعد ان تنحى الجنود جانباً ، وتكرر المشهد في العريش حيث التحمت مواكب القادمين مع جحافل المستقبلين ليتجهوا بمسيرة هادرة الى ساحة الحرية بخور مكسر .
هاجهم يفترشون الارض ويرددون الشعارات والهتافات والقصائد الشعرية الثورية جماعات وزرافات ، البعض منهم شكل حلقات دائرية يرقصون فيها مرددين الاهازيج الثورية ، وبالرغم من البرد الشديد فالعرق يتصبب منهم والحماس يظهر على عروقهم التي تبدو في جباههم السمر ،
ما اعظم هذا الشعب الذي ضرب اروع الأمثلة للنضال التحرري السلمي لكل ثورات وشعوب الارض قاطبة ، المشهد لم يكتمل بعد لازال شعب الجنوب يرسمه بإرادته القوية ، فغداً وبعد غد لن يكون هناك مشهد يضاهيه ، والرسالة ستصل وبالتأكيد هي قد وصلت الى من به صمم
ماذا بعد ؟؟
هل ستتوجه وسائل الاعلام من قنوات فضائية ووكالات انباء وصحفيين ومراسلين الى صنعاء ام سيكون لنصفهم حضور في ساحة العروض بعدن لتغطية المهرجان المليونية ( نحن اصحاب) المتزامن مع زيارة الوفد الاممي لصنعاء يشفع لهم صمتهم الطويل وتغاضيهم وتعاميهم عن قضية الجنوب وشعبه الأبي ؟