منذ خمس سنوات مضت والبلاد تعيش الحرب والفوضى ووضع عجيب غريب أبرز سماته اللخبطة والعشوائية والانفلات على كافة الاصعدة سياسيا واداريا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا. سنوات خمس ونيف هي عمر الحرب والبلاد وهنأ اقصد المحافظات المحررة تسير ببركة الله ودعاء الوالدين فاقتصادها يسير برغبة وإهواء التجار وهوامير البلد والجيش يتقمص رداء الوطنية ويحمل أسم الوطن فيما حقيقته مختلفة تماما فالمناطق والمحاور والالوية العسكرية التي يرفع المنضووين فيها شعار الجمهورية "النسر" على روؤسهم تحولت الى ممتلكات خاصة لقياداتها التي تأمر وتنهي وتخصم وتطرد وتسجن بمزاجها بلاحسيب ولاقريب ولايوجد في دولة الشرعية من يقول لتلك القيادات ثلث الثلاثة كم؟. والأمن هو الآخر لايحمل من خصائص وصفات الامن الامان إلا الاسم فحياة الناس وممتلكاتهم وحتى كرامتهم أصبحت في أيادي عدة مختلفة الملبس والولاء والانتماء وتحت رحمة أناس لايرحمون. الامن تحكمه قيادات معظمها لم يتعسكر في حياته قط ولم يحضر طابور صباحي ولم تذلف قدماه يوما ميدان تدريب او قاعة محاضرة. قيادات في عهدها صارت حياة الانسان أرخص من قيمة حبة الرصاص وحقوقه وممتلكاته عرضة للبسط والتملك من قبل عصابات مسلحة تعبث في المدن والاحياء والشوارع العامة باريحية وتفعل ماتريد بهدو وطمأنية دون خوف من وزارة أو وزير أو دولة أو حكومة ،عصابات تقتل وتسرق وتسلب وتنهب بلا وازع ديني أو أخلاقي. أمن بفضله أغرقت حارات وأحياء مدننا بالحشيش والمخدرات بكافة انواعها وانتشرت جرائم الاختطاف والاغتصاب بشكل لايتصوره عقل . إما السياسة في هذه البلاد فحدث عنها ولاحرج لا خطط ولا استراتيجات ولا اهداف ولا عقول تعرف تفكر وتجيد التخاطب مع الآخرين ولارجال يعرفون ماذا يريدون وكيف يتعاملون ويعملون. سياسة البلاد الخارجية يقودها مجموعة من الرجال والاطفال القصر الذي جرفتهم رياح الحزبية وصلة القرابة والرحم من فصول الكليات الجامعية الاولى والمدارس الثانوية الى كراسي السفارات والقنصليات والملحقيات اليمنية في عواصم العالم. خمس سنوات والبلاد في أيدي دولة تسمى الشرعية تحول رجالها من وزراء وسفراء ونواب ومستشارينڜ الى مليارديرات وسماسرة لبيع وتوزيع المناصب القيادية في الوزارات والسفارات وتقاسم المنح الدراسية وغيره. تلك الشرعية الفاشلة حتى الآن في ادارة الحرب فشلت في ادارة المحافظات المحررة والتي لم يكن لها فضل أو يد في تحريرها وفشلت في توطيد وترسيخ علاقتها بالمواطن المطحون بويلات الأسعار وضعف وتدني الخدمات وفشلت أيضا في ترسيخ اخوتها مع دول التحالف الذي يقاتل وينفق الأموال الطائلة من أجل اعادتها للحكم وفشلت حتى في ضبط اقلام والسن المنتمين اليها من التطاول على القوى الفاعلة على الأرض التي تخوض معركة التحرر من قبضة المليشيات وعلى الدول الشقيقة في التحالف العربي. شرعية تركت كل ذلك وتفرغ افرادها للكسب على حساب دماء الشهداء ومعاناة المواطن في الداخل. شرعية انشغل رجالها بترتيب اوضاع ابنائهم وبناتهم واصهارهم وتعيينهم في مناصب قيادية سياسية وتنفيذية ودبلوماسية أكبر من مستوياتهم واعمارهم وامكانياتهم. شرعية توزع رجالها بين عواصم العرب والعجم يديرون وزاراتهم ومرافقه بالفيسبوك والواتس اب والتليغرام. وتحول مناصريها الى ابواق مسترزقه تكيل السب والشتم لكل وطني شريف وتوزع تهم العمالة والتبعية على كل مناضل واجة الانقلابيين ومايزال يواجهم في ميادين وجبهات الشرف والرجولة. في هذه البلاد همشت الكفاءات التي تمتلك الخبرة والنزاهة وابعدت الكوادر المؤهلة التي تستحق التواجد في هذه المرحلة بالذات وسلمت الشرعية مقاليد حكم البلاد المدمرة بفعل الحرب والفساد الى قيادات جاهلة وجيش من القادمون من حضائر العشيرة والقبيلة والاسرة. فكل مايجري في حياض بلاد نصف او ثلثي من يقودها جهلة وشبة اميين، ومعظم مسوؤليها الكبار لصوص وصغارهم انتهازيين وجيشها بلا وطنية وامنها بلا أمانة ومحرريها تحول معظمهم إلى روؤساء عصابات مافيا اراضي وجبايات واختطاف وقتل. كل ذلك يؤكد اننا نعيش كالشياة التي بلاراعي او بمعنى آخر اكثر وضوحا في بلد بلا رأس.