فظيعٌ جهلُ ما يجري * وأفظعُ منه أن تدري وهل تدرين يا صنعا * من المستعمر السرّي غزاة لا أشاهدهم * وسيف الغزو في صدري غزاة اليوم كالطاعون * يخفى وهو يستشري رحِمَ الله الأعمى البصير وشاعر الأجيال عبد الله البردوني أشعر بخجل كبير يجتاحني كل ما قرأت لهذا الرجل الذي برغم فقده لبصره، لكن الله وهبهُ البصيرة، و أعطاه ملكة فقدها شعب و أمة بأكملها . قصائده لا تزال رهينة اللحظة وعنوان المكان، تسابق الإحداث وكأنها كتُبت اليوم برغم مرور وقت طويل على رحيل كاتبها. لو أكتفينا فقط بكتاباته هذه وأخذنا العبرة منها و من وكل حرف كُتب من أجل هذا الشعب لكنا اليوم فوق هام السحاب .. ولكن حالنا العاثر الذي استسلمنا له و الذي كل ما تقدم الوقت كلما أزداد تمسكنا به أكثر و أصبحنا نتغنى للماضي فقط .. ! حتى أصبحنا باسم الله نقتل ، و باسم الدين نأسر ، و باسم المصالح ننقاد ، و باسم السيطرة بعنا القلم والمحبرة ، و باسم المنافع طمسنا حضارتنا . وطن أصبح بلا ثمن .. استولى على أمرنا رُعاع القوم ، و اقتات على همنا مرتزقة العالم وتحولنا من تجار فطره الى تجار حروب ولنا في هذا الواقع عبره . على ماذا لا زلنا نتصارع على ماذا لا زلنا نتقاتل ، على جوعنا! على جهلنا! على فقرنا! على ماذا ؟! لماذا لا زلنا نرافق الشقاء وبأيدينا لملمة الجروح ! لماذا لا زلنا ننقاد نحو الخوف والذعر وبمقدورنا الوصول الى بر الأمان ! لماذا لازلنا نقتات المنح والمساعدات .. عوضاً عن استثمارنا من خيرات أوطاننا ! لماذا لا زلنا نبحث عن البدائل في ظل قدرتنا على التصحيح و التغيير ! لماذا لا نزال نقرأ ونفهم وندرك .. ولم نتحرك حتى اللحظة ! ألا نقول كفى عبثا ... هل فقدنا عقولنا أم سيطر علينا جهلنا الا الا الا ... !؟ سؤال ملئ كل روح يمنية ، داخل كل صدر في صدور الأمهات والإباء والأطفال والشباب ، وحتى في صدور المجانين . علينا أن ندرك أننا لن نتجاوز ذلك اذا كنا نحمل أفكاراً جاهلية وعادات سقيمة، ولن يتغير شيء حتى نبدأ بتغيير أنفسنا نحن، و ينبغي أن لا تصنعنا الظروف، بل نحن من يجب أن نصنع ظروفنا كيفما أردنا ومثلما خططنا وسعينا نحو أهدافنا والحياة ما هي الا تحدي وأسوأ ما فيها الاستسلام . الا نصحو .. يا رب اليك نشكو أمرنا وأنت الحكم .