من روائع أبن خلدون : لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة، ﻷنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب أجتهدوا في ظلم اﻷبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكل متعمد نظرا لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم.. لقد أنتشرت في عدن الكثير من اﻷشياء واﻷمور الشاذة والدخيلة على المجتمع ومن هذه الظواهر التي سوف أتطرق إليها في هذا المقال هي ظاهرة التقطع لمرتبات الموظفين وسلب اﻷموال الخاصة بأصحاب محلات الصرافة هذه الظاهرة الشاذة والمنبوذة باتت بالفعل تؤرق الجميع!!.. الغريب في اﻷمر أن تكون محافظة عدن هي المرتع الخصب للكثير من تلك الحوادث .. لكن أكثر ما يحيرني هو كيفية نجاح عمليات السطو المسلح داخل عدن في ظل وجود العديد من التشكيلات والقطاعات العسكرية واﻷمنية التي تزدحم بها العاصمة عدن في كل شارع وحارة [شرطة.. حزام أمني. الوية الحراسة الرئاسية. مكافحة اﻹرهاب .. دعم وإسناد. القوة الضاربة. القوات الخاصة.قوات الساحق والماحق والبلاء المتلاحق.و.وآلخ] .. علاوة على ذلك النقاط اﻷمنية المنتشرة في كل تقاطع وعلى مداخل مدينة عدن وفوق كل هذا يحدث التقطع نهارا جهارا؟!.. ألا يدعونا هذا إلى التعجب واﻷستغراب؟! حادثة التقطع للرواتب الخاصة بموظفين النيابة م/أبين قبل بضعة أيام حتما لن تكون اﻷخيرة في ظل وجود كل هذا التسيب واللامبالاة من الجهات اﻷمنية وكذلك للطريقة السلبية في تعاملها مع كل حادثة!! لذلك أعتقد بل أجزم إن هذه الحادثة ستمر مرور الكرام وفي أخر المطاف ستقيد ضد مجهول حالها كحال العشرات من الجرائم السابقة!!.. جميعنا يعرف أن حوادث التقطع ليست عرضية أو نادرة الوقوع حتى تقيد ضد مجهول بل هي جرائم يخطط لها بعناية فائقة وينفذها مع سبق اﻹصرار والترصد أشخاص محترفون ومتمرسون.. لذلك أخي المواطن عليك أن تتخيل كيف تتعامل الجهات اﻷمنية مع الجرائم الكبرى كجريمة القتل مثلا حيث لا نشاهد نزول خبراء التكنيك الجنائي والمباحث إلى مسرح الجريمة وكأن المقتول ليس أنسان بل حشرة؟! المفارقة العجيبة أنه قبل أشهر مضت تم السطو على رواتب إدارة التربية م/أبين وبنفس الطريقة ونفس المنطقة وهي خورمكسر وفي رابعة النهار!!.. وإلى يومنا هذا مازال موظفو التربية م/أبين يعانون اﻵمرين في إستلام رواتبهم حيث ينبغي عليهم اﻷنتظار حتى دخول الشهر القادم كي يستلموا راتب الشهر الذي قبله!! من المؤلم حقا أن يتم نهب مئات الملايين على قارعة الطريق دون أن تهتز شعره واحدة في رأس مسؤول أمني.. لقد أصبح الشخص غير آمن في الطريق عندما يكون في حوزته مبالغ مالية كبيرة!! لماذا لا يتم نشر القوات اﻷمنية واﻷطقم العسكرية وبالذات في المناطق والطرقات التي تكثر فيها وقوع حوادث التقطع والسطو..فعدن ولله الحمد مليئة بالعشرات من اﻷطقم العسكرية؟!..أليس من المعيب أن نشاهد كيف يتم تأمين وحماية الطرقات عند مرور مواكب المسؤولين والقادة العسكريين بينما لا نجدهم اطلاقا عندما يتعرض المواطن للتقطع والسطو!!.. أليس من المنطق أن تستخدم اﻷطقم العسكرية للمصلحة العامة وتثبيت اﻷمن في عدن بدل من مشاهدتها وهي تستخدم للحراسات الشخصية لكبار المسؤولين والقادة العسكريين وفي مرافقة مواكبهم الضخمة التي تعيق الحركة في الشوارع عند تنقلاتهم!!...أليس من العار أن تتكرر حوادث التقطع بإستمرار بينما نشاهد الكثير من اﻷطقم العسكرية تستخدم لحراسة المتنفذين الذين يبسطون حاليا على اﻷراضي في عدن؟!!