ما يحدث في اليمن من فساد رهيب وكارثي .. شيء لا يقبله منطق ولا خطر على بال البشر!! الفساد في اليمن لم يعد خافي على أحد ولا يمكن إنكاره!! أين ما وجهت نظرك حتمآ ستشاهد من حولك الفساد .. عن يمينك والشمال ومن تحتك وكذلك من فوق .. حتى الهواء الذي نستنشقه لوثوه علينا لصوص الوطن وأصبحنا نشم فيه ريحة فسادهم النتن !! الفساد بات مكشوف للعيان لم يتستر أو يتوارى بل خلع عباءته وأصبح يمشي في الوطن عاريا .. هكذا بدون خجل ولا حياء!!.. فهل مطلوب منا كشعب مطحون يعاني الويلات ويعاني اﻵمرين أن نغض البصر عن كل هذا الفساد المستشري في البلاد بدون حسيب أو رقيب!! في اليمن أضحى الفساد حلاﻵ .. وليس تهمة عظمى تهدد كيان الدولة أو جريمة يعاقب عليها القانون!! جميع اﻷطراف في المشهد السياسي اليمني حاليآ هم وليس غيرهم مشاركين في هذا الفساد الفاضح وأتحدى أي طرف يثبت عكس ذلك .. الكل وخلال هذه الحرب القذرة أستفاد إستفادة لا يحلم بها .. وزراء الحكومة الشرعية.. قيادات الحوثي.. قيادات في المجلس اﻷنتقالي . كبار التجار .. كبار السياسيين وكل من يدور في فلكهم والذين يحرقون المراحل بسرعة الصاروخ هؤﻻء اللاهثون خلف المال الحرام مهما كان مصدره .. حتى وأن كان ثمن ذلك بيع الوطن!! أخطائنا الصغيرة جزء من إنسانيتنا وإلتزام البعض بمظهر المثالية ليس إلا تمثيل متقن..فالكمال لله وحدة وليس من طبيعة البشر..- الفساد في اليمن ليس مقتصر أو محصورآ في فئة معينة!! فخامة رئيس الجمهورية.. سيادة رئيس الوزراء.. عليكم أن تعرفوا أن كل من كان جزء من مشكلة وتفشي الفساد يستحيل أن يكون جزء من الحل!! فتجريب الفاسد خطأ مرتين .. الفساد في اليمن لم يستثني أحد ولا يعترف بدين ولا بأخلاق فمن يمارس الفساد بهذه الطريقة الوقحة فهو شخص مبتذل لا يمتلك ذرة من الرجولة ومتجرد من كل المعاني اﻹنسانية!! الفاسدين في وطني لم يرحموا فقير معدم أو تخشع قلوبهم المتحجرة للأرامل واﻷيتام ولم يراعوا حتى الجرحى والشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن ولولاهم ما كانوا اﻵن في مناصبهم أصنامآ جاثمين!! رحم الله الشيخ الفاضل الشعراوي عندما قال: [ إذا رأيت فقيرآ في بلاد المسلمين فأعلم أن هناك غنيآ أو فاسدآ سرق ماله].. لقد أفرزت لنا هذه الحرب البعض وليس الكل من أشباه الرجال الهوامير الذين يديرون البلد كرجال عصابات ومافيات حيث أصبح شغلهم الشاغل اﻹسترزاق على جماجم اﻷبرياء ويتلذذون في معاناتنا وجراحاتنا دون رحمة أو تأنيب ضمير!! يلعبون بالملايين من مختلف العملات اﻷجنبية بينما نحن الموظفين الغلابى لم نستلم بعد الزيادة المقررة من حكومة العار!! أخيرآ.. اللصوص نوعان اللص العادي: وهو الذي يسرق منك مالك..حقيبتك..ساعتك..هاتفك اللص السياسي: وهو الذي يسرق منك مستقبلك .. أحلامك..عملك..راتبك .. تعليمك.. صحتك..قوتك وقوت أولادك.. المفارقة العجيبة أن اللص العادي هو من يختارك .. بينما اللص السياسي أنت من تختاره!! والمفارقة اﻷكبر أن اللص العادي تلاحقه الشرطة واللص السياسي تحرسه مواكب من أفراد الشرطة!!!