شاطئ جولدمور أو الساحل الذهبي - كما يطلق عليه - التابع لمديرية التواهي بالعاصمة المؤقتة عدن والذي يعتبر قبلة الشواطئ والمتنفسات السياحية، يعرفه القاصي والداني يرتاده الناس من كافة محافظات الجمهورية اليمنية بل َوالعديد من الزائرين من مختلف الدول الخليجية المجاورة وكذا الدول العربية الشقيقة والصديقة وشهرته أمتدت على نطاق َواسع لتصل إلى كل مدن العالم.. هذه عدن وهذه شواطئها الخلابة التي تعتبر من أجمل شواطئ بلدان العالَم. اشتهر شاطئ جولدمور على مدىٰ الأزمنة في الأعياد والمناسبات ليصبح من أهم المقاصد وأفضلها وأمتعها لقضاء إجازات الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية والأسبوعية على الإطلاق، يزدحم الناس فيه ويتجمعوا باعداد بشرية هائلة للإستمتاع بشاطئه الخلاب حتى أنك لاتجد موقع قدم فيه لك والأطفالك ولأسرتك. تطل علينا عطلة عيد الفطر المبارك ففي كل عام من هذه الأيام يتحضر المواطنون لقضاء إجازة العيد في هذا الشاطئ الجميل الرائع الذي قلما تجد متنفساً أو شاطئاً يضاهيه بجماله وروعته ورونقه وهدوءه وهواءه وموقعه الفريد المطل على البحر العربي وخليج عدن؛ تحيط به الجبال من كل مكان ليكتسب أكثر جمالا ورونقاً وحباً وعشقاً لكل زائريه. جولدمور هذا الشاطئ الجميل الرائع كروعة عدن وأهلها وناسها الطيبين تم إهماله من قبل السلطات المحلية بالمحافظة والمديرية ووزارة السياحة ولم يكترثوا أو حتى يكلفوا أنفسهم القيام بجولة تفقدية أو زيارة لمعاينة ما أصابه من إهمال وتشويه متعمد وأكتظت به الأكشاك المتهالكة والمُدّمرة والسيئة والعشوائية في حرمه وفي كل متنفساته؛ انتشرت القمامة والخيم العشوائية السيئة الممزقة بمحاذاته ومحيطه حتى أصبح جزءا منه اسطبلا للخيول ولقضاءَ الحاجة. هذا الشاطئ الشهير الرائع الذي اُذِيعْ صيته في كل أنحاء الدنيا يعد معلماً تاريخيا وحضارياً وسياحياً وبيئياً وجمالياً في وجدان وقلب وذاكرة الأجيال السابقة والحاليه لمدينة عدن وأبناءها وروادها ومثقفيها وزائريها؛ أصبحت اليوم عيناك تتلوث بمنظره المزري والمقرف، وكأن الأمر لايعني السلطات المحلية بالمحافظة، وهي التي سمحت وغضت الطرف وساهمت في منح تراخيص لمن هب ودب وبدون حتى تنسيق أو تخطيط أو مواصفات، وشوهت بذلك الصورة الجمالية لعدن وشواطئها. أصابتني الصدمة عندما قصدت شاطئ جولدمور بعد حين، من منظره الحالي السيئ القذر المقرف، وايقنت وبما لا يدع َمجالاً للشك أن وزارة السياحة لديها مهام ومشاريع أخرى ولاتعي حتى أبجديات السياحة الداخلية وتاهت عن القيام بدورها وأن مهمتها تقتصر فقط على الترويج سياحياً وطبياً ونفسياً لها وللمسئولين في العاصمة المؤقته عدن، ولأعضاء الحكومة في شواطئ ومنتجعات شرم الشيخ والغردقة والبوسفور وشواطئ الدول العربية والعالمية الأخرى. لن اُناشد مسؤولاً سيئاً فاشلاً أهمل وقصر ولم يقم بواجباته والتي هي من صميم عمله وشوّه وعبث بمعالم وتاريخ وحضارة عدن وبشواطئ ومتنفسات أبنائها البسطاء الطيبين، ولكن أقول إنها أمانة في أعناقهم وسيحاسبون أمام الله يوم القيامة عن إهمالهم وتقاعسهم وما اقترفوه تجاه الحبيبة عدن. فليتقوا الله فينا وبهذا الشعب العظيم المغلوب على أمره.. اللهم إني بلغت، اللهم فأشهد .